للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إدريس الشافعيّ [١] ، ومنها موطأ عبد الله بن وهب، ومنها موطأ عبد الله بن مسلمة القعنبي [٢] ، ومنها موطأ مطرّف بن عبد الله اليساري [٣] نسبة إلى سليمان بن يسار، ومنها موطّأ عبد الرّحمن بن القاسم [٤] رواه عنه سحنون بن سعيد، ومنها موطأ يحيى بن يحيى الأندلسي [٥] . رحل إلى مالك بن أنس من الأندلس وأخذ عنه الفقه والحديث، ورجع بعلم كثير وحديث جمّ، وكان فيما أخذ عنه «الموطأ» ، وأدخله الأندلس والمغرب، فأكبّ الناس عليه، واقتصروا على روايته دون ما سواها [٦] وعوّلوا على نسقها وترتيبها في شرحهم لكتاب «الموطأ» وتفاسيرهم، ويشيرون إلى الروايات الأخرى إذا عرضت في أمكنتها، فهجرت الرّوايات الأخرى، وسائر تلك الطّرق، ودرست تلك الموطّآت إلّا موطأ يحيى بن يحيى، فبروايته أخذ الناس في هذا الكتاب لهذا العهد شرقا وغربا.

وأما سندي في هذا الكتاب المتّصل بيحيى بن يحيى فعلى ما أصفه:

حدثني به جماعة من شيوخنا رحمة الله عليهم. منهم إمام المالكية، قاضي


[ () ] «دهلي» ، أورد في كتاب له بالفارسية سماه «بستان المحدثين» القول المستفيض عن الموطأ، ومؤلفه، ونسخه، ويتبين من الخلاصة التي عربها عن الفارسية عبد الحي اللكنوي ان صاحب «البستان» كاد ان يستقصي الموضوع.
[١] قال أحمد بن حنبل: كنت سمعت الموطأ من بضعة عشر رجلا من حفاظ أصحاب مالك، فأعدته على الشافعيّ لأنه أقومهم. زرقاني ١/ ٧.
[٢] أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي المدني المتوفى سنة ٢٢١ أو ٢٢٠. سمع من الإمام مالك نصف الموطأ بقراءة الإمام، وقرأ هو الصف الباقي على الإمام.
[٣] مطرف بن عبد الله بن مطرف بن سليمان اليساري الهلالي أبو مصعب المدني ابن أخت الإمام مالك (١٣٧- ٢١٤) ، على خلاف في وفاته. تهذيب التهذيب ١٠/ ١٧٥ الانتقاء ص ٥٨.
[٤] أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن جنادة العتقيّ المصري المالكي (١٢٨- ١٩١) ، أول من نقل الموطأ إلى مصر. وكان ابو الحسن القابسي يقدم روايته للموطأ على غيره: ويقول في ذلك انه- مع ما يتصف به من الفهم والورع- قد اختص بمالك، ولم يكثر من النقل عن غيره، فخلص بذلك من ان تختلط عليه ألفاظ الرواة، أو تتبدل الأسانيد، وانما نقل كتابا مصنفا، فهو وافر الحظ من السلامة في النقل.
[٥] هو ابو محمد يحيى بن يحيى بن كثير بن وسلاس المصمودي البربري الليثي بالولاء. (١٥٢- ٢٣٤) وفيات ٢/ ٢٨٥- ٢٨٧.
[٦] كان بقي بن مخلد المحدث الأندلسي يقدم على رواية يحيى هذه، رواية أبي المصعب الزهري، ورواية يحيى بن بكير، وعاتبه في ذلك عبيد الله بن يحيى، وأخوه إسحاق بن يحيى، فاحتج لفعله بأن أبا المصعب قرشي فاستحق التقديم، وبأن يحيى بن بكير أكبر من أبيهما في السن، وبأنه سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة، ويحيى أبو هما لم يسمعه إلا مرة واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>