للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك به نام الأنام وأمّنت ... سبل المخاف [١] فلا يخاف سبيل

فالملك ضخم والجناب مؤمّل ... والفضل جمّ والعطاء جزيل

والصّنع أجمل والفخار مؤثّل ... والمجد أكمل والوفاء أصيل

يا مالك البحرين بلّغت المنى ... قد عاد مصر على العراق يصول

يا خادم الحرمين حقّ لك الهنا ... فعليك من روح [٢] الإله قبول

يا متحفي ومفاتحي برسالة ... سلسالة يزهى بها التّرسيل

أهديتها حسناء بكرا ما لها ... غيري، وإن كثر الرّجال، كفيل

ضاء المداد من الوداد بصحفها ... حتى اضمحلّ عبوسه المجبول [٣]

جمعت وحاملها بحضرتنا كما ... جمعت بثينة في الهوى وجميل [٤]

وتأكّدت بهديّة ودّية ... هي للإخاء المرتضى تكميل

أطلعت فيها للقسيّ أهلّة ... يرتدّ عنها الطّرف وهو كليل

وحسام نصر زاهيا بنضاره ... راق العيون فرنده المعسول

ماضي الشّبا [٥] لمصابه تعنو الظّبا ... فيه تصول على العدا وتطول

وبدائع الحلل اليمانية التي ... روّى معاطفها بمصر النّيل

فأجلت فيها ناظري فرأيتها ... حفا يجول الحسن حيث تجول

جلّت محاسنها فأهوى نحوها ... بفم القبول اللّثم والتّقبيل

يا مسعدي وأخي العزيز ومنجدي ... ومن القلوب إلى هواه تميل

إن كان رسم الودّ منك مذيّلا ... بالبرّ وهو بذيله موصول

فنظيره عندي وليس يضيره ... بمعارض وهم ولا تخييل

ودّ «يزيد» و «ثابت» شهدا به ... و «لخالد» بخلوده تذييل

وإليكها تنبيك صدق مودّتي ... صحّ الدليل ووافق المدلول

فإذا بذاك المجلس السّامي سمت ... فلديك إقبال لها وقبول


[١] المخاف: موضع الخوف.
[٢] روح الإله: رحمته.
[٣] يعني: اضمحلّ العبوس الطبيعي.
[٤] جميل بن عبد الله بن معمر العذري، وبثينة صاحبته التي عشقها منذ أيام صباه.
[٥] الشباة: حد السيف وطرفه، والجمع شبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>