للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتحرّك ابن زهير وقال أنت تقول هذا؟ قال: اختبر! قال: ومن تكون؟

فعرّفه، فقال: ارتفع فو الله ما عرفتك، قال ابن سعيد وسابق الحلبة الّذي أدرك هؤلاء أبو بكر بن زهير وقد شرّقت موشّحاته وغرّبت، قال: وسمعت أبا الحسن سهل بن مالك يقول قيل لابن زهير لو قيل لك ما أبدع وأرفع ما وقع لك في التّوشيح قال كنت أقول:

ما للمولّه من سكره لا يفيق. يا له سكران. من غير خمر. ما للكئيب المشوق.

يندب الأوطان.

هل تستعاد. أيامنا ... بالخليج. وليالينا

أو نستفاد. من النسيم ... الأريج. مسك دارينا

أو هل يكاد. حسن المكان ... البهيج. أن يحيّينا؟

روض أظلّه. دوح عليه أنيق. مورق الأفنان. والماء يجري. وعائم وغريق.

من جنى الرّيحان.

واشتهر بعده ابن حيّون الّذي له من الزّجل المشهور قوله:

يفوّق سهمه كلّ حين ... بما شئت من يد وعين

وينشد في القصيد:

خلقت مليح علمت رامي ... فليس تخلّ ساع من قتال

وتعمل بذي العينين متاعي ... ما تعمل يديّ بالنبال

واشتهر معهما يومئذ بغرناطة المهر بن الفرس، قال ابن سعيد، ولمّا سمع ابن زهر قوله:

للَّه ما كان من يوم بهيج ... بنهر حمص على تلك المروج

ثمّ انعطفنا على فمّ الخليج ... نفضّ في حانه مسك الختام

<<  <  ج: ص:  >  >>