للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن عسجد زانه صافي المدام ورداء الأصيل ضمّه كف الظلام

قال ابن زهر: أين كنّا نحن عن هذا الرداء وكان معه في بلده مطرّف. أخبر ابن سعيد عن والده أنّ مطرّفا هذا دخل على ابن الفرس فقام له وأكرمه، فقال:

لا تفعل! فقال ابن الفرس: كيف لا أقوم لمن يقول:

قلوب تصاب بألحاظ تصيب ... فقل كيف تبقى بلا وجد

وبعد هذا ابن حزمون بمرسية. ذكر ابن الرائس أنّ يحيى الخزرجيّ دخل عليه في مجلسه فأنشده موشّحة لنفسه فقال له ابن حزمون: لا يكون الموشّح بموشّح حتّى يكون عاريا عن التّكلّف، قال على مثل ماذا؟ قال على مثل قولي:

يا هاجري هل إلى الوصال ... منك سبيل

أو هل ترى عن هواك سالي ... قلب العليل

وأبو الحسن سهل بن مالك بغرناطة. قال ابن سعيد كان والدي يعجب بقوله:

إنّ سيل الصباح في الشرق ... عاد بحرا في أجمع الأفق

فتداعت نوادب الورق

أتراها خافت من الغرق ... فبكت سحرة على الورق

واشتهر بأشبيليّة لذلك العهد أبو الحسن بن الفضل، قال ابن سعيد عن والده، سمعت سهل ابن مالك يقول له: يا ابن الفضل لك على الوشّاحين الفضل بقولك:

وا حسرتا لزمان مضى ... عشيّة بأنّ الهوى وانقضى

وأفردت بالرغم لا بالرضى ... وبتّ على جمرات الغضى

أعانق بالفكر تلك الطّلول ... وألثم بالوهم تلك الرّسوم

<<  <  ج: ص:  >  >>