للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول بان الذنوب تولد ... وأنّه يفسد العقول

لارض الحجاز موريكن لك أرشد ... ايش ما ساقك معي في ذا الفضول

مر أنت للحج والزيارا ... ودعني في الشرب منهمل

من ليس لو قدره ولا استطاع ... النية أبلغ من العمل

وظهر بعد هؤلاء بأشبيليّة ابن جحدر الّذي فضل على الزّجالين في فتح ميورقة بالزّجل الّذي أوّله هذا:

من عاند التوحيد بالسيف يمحق ... أنا بري ممن يعاند الحق

قال ابن سعيد لقيته ولقيت تلميذه المعمع صاحب الزّجل المشهور الّذي أوّله:

يا ليتني ان رأيت حبيبي ... أفتل اذنو بالرسيلا

ليش أخذ عنق الغزيل ... وسرق فم الحجيلا

ثمّ جاء من بعدهم أبو الحسن سهل ابن مالك إمام الأدب، ثمّ من بعدهم لهذه العصور صاحبنا الوزير أبو عبد الله بن الخطيب إمام النظم والنثر في الملّة الإسلاميّة غير مدافع، فمن محاسنه في هذه الطريقة:

امزج الأكواس واملالي تجدّد ... ما خلق المال إلا أن يبدّد

ومن قوله على طريقة الصوفيّة وينحو منحى الشّشتريّ منهم:

بين طلوع وبين نزول ... اختلطت الغزول

ومضى من لم يكن ... وبقي من لم يزول

ومن محاسنه أيضا قوله في ذلك المعنى:

البعد عنك يا بني أعظم مصائبي ... وحين حصل لي قربك سببت قاربي

<<  <  ج: ص:  >  >>