للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان لعصر الوزير ابن الخطيب بالأندلس محمّد بن عبد العظيم من أهل وادي آش، وكان إماما في هذه الطريقة وله من زجل يعارض به مدغليس في قوله:

لاح الضياء والنجوم حيارى بقوله:

حل المجون يا أهل الشطارا ... مذحلت الشمس في الحمل

تجدّدوا كل يوم خلاعا ... لا تجعلوا بينها ثمل

إليها يتخلعوا في شنبل ... على خضورة ذاك النبات

وحل بغداد واجتياز النيل ... أحسن عندي من ذيك الجهات

وطاقتها أصلح من أربعين ميل ... ان مرت الريح عليه وجات

لم تلتق الغبار امارا ... ولا بمقدار ما يكتحل

وكيف ولاش فيه موضع رقاعا ... إلا ونسرّح فيه النحل

وهذه الطريقة الزجليّة لهذا العهد هي فنّ العامّة بالأندلس من الشّعر، وفيها نظمهم حتّى أنّهم لينظمون بها في سائر البحور الخمسة عشر، لكن بلغتهم العاميّة ويسمّونه الشّعر الزجليّ مثل قول شاعرهم:

دهر لي نعشق جفونك وسنين ... وأنت لا شفقة ولا قلب يلين

حتى ترى قلبي من أجلك كيف رجع ... صنعة السكة بين الحدادين

الدموع ترشرش والنار تلتهب ... والمطارق من شمال ومن يمين

خلق الله النصارى للغزو ... وأنت تغزو قلوب العاشقين

وكان من المجيدين لهذه الطريقة لأوّل هذه المائة الأديب أبو عبد الله اللّوشيّ وله فيها قصيدة يمدح فيها السلطان ابن الأحمر:

طل الصباح قم يا نديمي نشربو ... ونضحكو من بعد ما نطربو

سبيكة الفجر أحكت شفق ... في ميلق الليل فقم قلبو

<<  <  ج: ص:  >  >>