عبرانية لا وثوق بضبطها، وهو أقرب من الأول وفيه ذكر ماثان الّذي هو شهرتهم، ولم يذكره ابن إسحاق.
وكان عمران أبو مريم كهنونا في عصره، وكانت تحته حنّة بنت فاقود بن فيل وكانت من العابدات، وكانت أختها إيشاع ويقال خالتها تحت زكريّا بن يوحنّا، ونسبه ابن عساكر الى يهوشافاظ خامس ملوك القدس من عهد سليمان أبيهم وعد ما بينه وبين يهوشافاظ اثني عشر أبا أوّلهم يوحنا بأسماء عبرانية، كما فعل في نسب عمران، ثم قال وهو أبو يحيى صلوات الله عليهما، ويقال بالمدّ والقصر من غير ألف، وكان نبيا من بني إسرائيل صلوات الله عليهم أهـ. ونقلت من كتاب يعقوب بن يوسف النجّار مثان يعني ماثان من سبط داود، وكان له ولدان يعقوب ويؤاقيم، ومات فتزوّج أمّهما بعده مطنان، ومطنان بن لاوي من سبط سليمان بن داود وسمي ماثان فولدت هالي من مطنان. ثم تزوّج ومات ولم يعقب فتزوّج امرأته أخوه لأمه يعقوب بن ماثان فولدت منه يوسف خطيب مريم ونسب إلى هالي، لأنّ من أحكام التوراة إن مات من غير عقب فامرأته لأخيه وأوّل ولد منها ينسب إلى الأوّل، فلهذا قيل فيه يوسف بن هالي بن مطنان، وإنّما هو يوسف بن يعقوب بن ماثان وهو ابن عمّ مريم لحا [١] .
وكان ليوسف من البنين خمسة بنين وبنت وهم يعقوب ويوشا وبيلوت وشمعون ويهوذا وأختهم مريم، كانوا يسكنون بيت لحم. فارتحل بأهله ونزل ناصرة وسكن بها وتعلم النجارة حتى صار يلقّب بالنجار. وتزوّج يؤاقيم حنّة أخت إيشاع العاقر امرأة زكريّا بن يوحنا المعمدان، وأقامت ثلاثين سنة لا يولد لها، فدعوا الله وولد لها مريم فهي بنت يؤاقيم موثان وهو مثان. وولدت إيشاع العاقر من زكريا ابنه يحيى. قلت في التنزيل مريم ابنة عمران فليعلم أن معنى عمران بالعبرانية يؤاقيم وكان له اسمان أهـ.
وعن الطبري وكانت حنة أم مريم لا تحبل، فنذرت للَّه إن حملت لتجعلن ولدها حبيسا ببيت المقدس على خدمته على عاداتهم في نذر مثله، فلما حملت ووضعتها لفتها في خرقتها وجاءت بها إلى المسجد فدفعتها إلى عباده وهي ابنة امامهم وكهنونهم، فتنازعوا في كفالتها، وأراد زكريّا أن يستبدّ بها لأنّ زوجه إيشاع خالتها، ونازعوه في ذلك لمكان أبيها من إمامهم، فاقترعوا فخرجت قرعة زكريّا عليها فكفلها ووضعها في