للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن السروات ثم ترتفع إلى نجد وهي أعلاها. والعوالي والسروات بلاد تفصل بين تهامة ونجد متصلة من اليمن إلى هشام كسروات الخيل تخرج من نجد منفصلة من تهامة داخلة في بلاد أهل الوبر. وفي شرقي هذا الجبل برّيّة نجد ما بينه وبين العراق متصلة باليمامة وعمان والبحرين إلى البصرة، وفي هذه البريّة ومشاتي للعرب تشتو بها منهم خلق أحياء لا يحصيهم إلّا خالقهم.

قال السهيليّ: واختص بنجد من العرب بنو عدنان لم تزاحمهم فيه قحطان إلّا طيِّئ من كهلان فيما بين الجبلين سلمى وأجأ، وافترق أيضا من عدنان في تهامة والحجاز، ثم في العراق والجزيرة، ثم افترقوا بعد الإسلام على الأوطان. وأمّا شعوبهم فمن عدنان عكّ ومعدّ فمواطن عكّ في نواحي زبيد، وقال عكّ بن الديث بالدال غير منقوطة والثاء مثلثة ابن عدنان، ويقال أن عكّا هذا هو ابن عدثان بالثاء المثلثة ابن عبد الله من بطون الأزد ومن عكّ بن عدثان بنو عائق بن الشاهد بن علقمة بن عكّ بطن متسع كان منهم في الإسلام رؤساء وأمراء.

وأمّا معدّ فهو البطن العظيم ومنه تناسل عقب عدنان كلهم، وهو الّذي تقدّم الخبر عنه بأنّ إرمياء النبي من بني إسرائيل أوحى الله إليه أن يأمر بخت نصّر بالانتقام من العرب وأن يحمل معدّا على البراق أن تصيبه النقمة لأنه مستخرج من صلبه نبيا كريما خاتما للرسل فكان كذلك، ومن ولده إياد ونزار ويقال وقنص وأنمار، فأمّا قنص فكانت له الإمارة بعد أبيه على العرب وأراد إخراج أخيه نزار من الحرم، فأخرجوه [١] أهل مكّة وقدموا عليه نزارا. ولما احتضر قسّم ماله بين ولديه فجعل لربيعة الفرس، ولمضر القبّة الحمراء، ولأنمار الحمار، ولاياد عند من جعله من ولده الحلمة والعصا. ثم تحاكموا في هذا الميراث إلى أفعى نجران في قصة معروفة ليست من غرض الكتاب.

وأمّا إياد فتشعّبوا بطونا كثيرة وتكاثر بنو إسماعيل وانفرد بنو مضر بن نزار برياسة الحرام وخرج بنو إياد إلى العراق، ومضى أنمار إلى السروات بعدّ بنيه في اليمانية وهم: خثعم وبجيلة، ونزلوا بأريافه وكان لهم في بلاد الأكاسرة آثار مشهورة إلى أن تابع لهم الأكاسرة الغزو وأبادوهم، وأعظم ما باد [٢] منهم سابور ذو الأكتاف هو الّذي


[١] الصحيح ان يقول: أخرجه.
[٢] الصحيح أعظم ما أباد منهم حسب مقتضى السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>