للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله له في شأن الولد والمخلف تشوّق الصديق لكم، الضنين على الأيام بقلامة الظفر من ذات يديكم، فأطلعوه [١] طلع ذلك، ولا يهمّكم بالفراق الواقع حسن، فالسلطان كبير، والأثر جميل، والعدوّ الساعي قليل حقير، والنيّة صالحة، والعمل خالص، ومن كان للَّه كان الله له.

واستطلاع الرئاسة المرتبة [٢] الكافلة كافأ الله يده البيضاء عني وعنكم إلى مثله من أحوالكم استطلاع من يسترجح وزانكم، ويشكر الزمان على ولائه بمثلكم [٣] .

وقد قرّرت من علو [٤] مناقبكم، وبعد شأوكم وغريب منحاكم، ما شهدت به آثاركم الشائعة الخالدة في الرئاسة، المتأدية على ألسنة الصادر والوارد من الكافة، من حمل الدولة، واستقامة السياسة، ووقفته على سلامكم، وهو يراجعكم بالتحيّة، ويساهمكم بالدعاء.

وسلامي على سيّدي، وفلذة كبدي ومحلّ ولدي، الفقيه الزكي الصدر أبي الحسن نجلكم، أعزّه الله وقد وقع مني موقع البشرى حلوله من الدّولة بالمكان العزيز والرتبة النابهة، والله يلحفكم جميعا رداء العافية، والستر ويمهّد لكم محل الغبطة والأمن، ويحفظ عليكم ما أسبغ من نعمته، ويجريكم على عوائد لطفه وعنايته، والسلام الكريم يخصّكم من المحبّ الشاكر الداعي الشائق شيعة فضلكم، عبد الرحمن بن خلدون ورحمة الله وبركاته. في يوم الفطر عام اثنين وسبعين وسبعمائة.

وكان بعث إليّ مع كتابه نسخة كتابه إلى سلطانه ابن الأحمر صاحب الأندلس عند ما دخل جبل الفتح، وصار إلى إيالة بني مرين، فخاطبه من هنالك بهذا الكتاب، فرأيت أن أثبته هنا، وإن لم يكن من غرض التأليف لغرابته، ونهايته في الجودة، وأنّ مثله لا يهمل من مثل هذا الكتاب، مع ما فيه من زيادة الاطّلاع على أخبار الدول في تفاصيل أحوالها ونصّ الكتاب.

بانوا فمن كان باكيا يبكي ... هذي ركاب السّرى بلا شكّ

فمن ظهور الرّكاب معملة ... إلى بطون الرّبى إلى الفلك


[١] وفي نسخة ثانية: فأطلعوني.
[٢] وفي نسخة ثانية: الرئاسة المزنية.
[٣] وفي نسخة ثانية: على ولادة لمثلكم.
[٤] وفي نسخة ثانية: وقد قررت لعلومه من مناقبكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>