للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الاعتذار عن الوصول إليها بجرية النّيل تستّرا بذلك من الكذب حتّى يحصل على معاشه فيحرص سامع ذلك منهم على نضوب الماء بالأعمال السّحريّة لتحصيل مبتغاه من هذه كلفا بشأن السّحر متوارثا في ذلك القطر عن أوّليه فعلومهم السّحريّة وآثارها باقية بأرضهم في البراري [١] وغيرها. وقصّة سحرة فرعون شاهدة باختصاصهم بذلك وقد تناقل أهل المغرب قصيدة ينسبونها إلى حكماء المشرق تعطى فيها كيفيّة العمل بالتّغوير بصناعة سحريّة حسبما تراه فيها وهي هذه:

يا طالبا للسّرّ في التّغوير ... اسمع كلام الصّدق من خبير

دع عنك ما قد صنّفوا في كتبهم ... من قول بهتان ولفظ غرور

واسمع لصدق مقالتي ونصيحتي ... إن كنت ممّن لا يرى بالزّور

فإذا أردت تغوّر البئر الّتي ... حارت لها الأوهام في التّدبير

صوّر كصورتك الّتي أوقفتها ... والرّأس رأس الشّبل في التّقوير

ويداه ماسكتان للحبل الّذي ... في الدّلو ينشل من قرار البير

وبصدره هاء كما عاينتها ... عدد الطّلاق احذر من التّكرير

ويطا على الطّاءات غير ملامس ... مشي اللّبيب الكيّس النّحرير

ويكون حول الكلّ [٢] خطّ دائر ... تربيعه أولى من التّكوير

واذبح عليه الطّير والطخه به ... واقصده عقب [٣] الذّبح بالتّبخير

بالسّندروس وباللّبان وميعة ... والقسط وألبسه بثوب حرير

من أحمر أو أصفر لا [٤] أزرق ... لا أخضر فيه ولا تكدير

ويشدّه خيطان صوف أبيض ... أو أحمر من خالص التّحمير


[١] وفي النسخة الباريسية: البرابي.
[٢] ونسخة أخرى: والشكل.
[٣] وفي النسخة الباريسية: واقصد عقب.
[٤] وفي النسخة الباريسية: أصفر أو.

<<  <  ج: ص:  >  >>