للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هاران، قال في التوراة وكنته سارة يعني زوج إبراهيم، فقيل انها أخت ملكا بنت هاران بن تارح، وقيل بنت ملك حران، طعنت على قومها في الدين، فتزوجها إبراهيم على أن لا يضرها. ويردّ هذا ما في التوراة انها خرجت معهم من أرض الكلدانيين إلى حرّان، فتزوجها، وقيل انها بنت هاران بن ناحور وهاران عم إبراهيم، قاله السهيليّ، فأقاموا بحرّان ومات بها أبوه تارح وعمره مائتا سنة وخمس سنين، ثم أمر بالخروج إلى أرض الكنعانيين، ووعده الله بأن تكون أثرا لبنيه، وأنهم يكثرون مثل حصى الأرض. فنزل بمكان بيت المقدس وهو ابن خمس وسبعين سنة، ثم أصاب بلد الكنعانيين مجاعة، فخرج إبراهيم في أهل بيته وقدم مصر، ووصف لفرعون ملك القبط جمال امرأته سارة فأحضرها عنده، ولما همّ بها يبست يده على صدره، فطلب منها الإقالة فدعت له الله فانطلقت يده. ويقال عاود ذلك ثلاثا يصاب في كلها وتدعو له فردّها إلى إبراهيم، واستخدمها هاجر. [١] قال الطبريّ والملك الّذي أراد سارة هو سنان بن علوان وهو أخو الضحاك، والظاهر أنه من ملوك القبط.

ثم ساروا إلى أرض كنعان بالشام، ويقال أنّ هاجر أهداها ملك الأردن لسارة، وكان اسمه فيما قال الضبيّ صلاوق، وأنه انتزع سارة من إبراهيم، ولما همّ بها صرع مكانه وسألها في الدعاء، فدعت له فأفاق فردّها إلى إبراهيم، وأخدمها هاجر أمة كانت لبعض ملوك القبط. ولما عاد إبراهيم إلى أرض كنعان، نزل جيرون وهو مدفنه المسمى بالخليل، وكانت معظمة تعظمها الصابئة، وتسكب عليها الزيت للقربان، وتزعم أنها هيكل المشتري والزهرة، فسمّاها العبرانيون إيليا ومعناه بيت الله.

ثم أنّ لوطا فارق إبراهيم عليه السلام لكثرة مواشيهما وتابعهما وضيق المرعى، فنزل المؤتفكة بناحية فلسطين وهي بلاد العدور المعروف بعدور صقر، وكانت هناك على ما


[١] ويروي الطبري هذه الحادثة في ج ١ ص ١٣٥: (وكانت سارة من أحسن الناس فيما يقال فكانت لا تعصي إبراهيم شيئا وبذلك أكرمها الله عزّ وجل فلما وصف لفرعون ووصف له حسنها وجمالها أرسل الى إبراهيم فقال: ما هذه المرأة التي معك؟ قال: هي أختي وتخوف إبراهيم ان قال هي امرأتي أن يقتله عنها. فقال لإبراهيم: زينها ثم أرسلها اليّ حتى انظر اليها، فرجع إبراهيم الى سارة وأمرها فتهيأت ثم أرسلها اليه، فأقبلت حتى دخلت عليه، فلما قعدت اليه تناولها بيده فيبست الى صدره. فلما رأى ذلك فرعون أعظم أمرها وقال: ادعي الله ان يطلق عني فو الله لا أريك مكروها ولأحسنن إليك. فقالت:
اللَّهمّ إن كان صادقا فأطلق يده، فردها الى إبراهيم ووهب لها هاجر جارية كانت له قبطية) . وفي كتاب البدء والتاريخ ج ٣- ص ٥٢ ما شابه ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>