رواه آدم بن إياس، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان.
ورواه ابن عجلان، عن سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن أبي ذر.
وأخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران، وإسماعيل بن علي بن عبيد الله، وأبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي، قال: حدثنا سفيان بن وكيع، أخبرنا أبي، عن الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة الإيادي، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعَمَّار وسلمان).
وكان سلمان من خيار الصحابة زُهَّادهم وفضلائهم، وذوي القُرْب من رسول الله ﷺ؛ قالت عائشة: كان لسلمان مَجْلِس من رسول الله ﷺ بالليل، حتى كاد يغلبنا على رسول الله.
وسئل علي عن سلمان، فقال: عَلِم العِلْم الأول والعلم الآخر، وهو بحر لا يَنْزِف، وهو منا أهلَ البيت.
وكان رسول الله ﷺ قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء، وسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان العراق، فكتب أبو الدرداء إلى سلمان: سلام عليك، أما بعد، فإن الله رزقني بعدك مالاً وولداً، ونزلت الأرض المقدسة. فكتب إليه سلمان: سلام عليكم، أما بعد، فإنك كتبت إليّ أن الله رزقك مالاً وولداً، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك، وكتبت إلي أنك نزلت الأرض المقدسة، وإن الأرض لا تَعْمل لأحد، اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى.
وقال حذيقة لسلمان: ألا نبني لك بيتاً؟ قال: لِمَ؟ لتجعلني مالكاً، وتجعل لي دراً مثل بيتك الذي بالمدائن، قال: لا، ولكن نبني لك بيتاً من قَصَب ونُسَقِّفَه بالبَرّدى، وإذا قمت كاد أن يصيبك رأسك، وإذا نمت كاد أن يصيب طرفيك، قال؛ فكأنك كنت في نفسي.
وكان عطاؤه خمسة آلاف، فإذا خرج عطاؤه فرقه، وأكل من كسب يده وكان يَسُفُّ الخوص.
وهو الذي أشار على رسول الله ﷺ بحفر الخندق لما جاءَت الأحزاب، فلما أمر رسول الله ﷺ بحفره احتج المهاجرون والأنصار في سلمان، وكان رجلاً قوياً، فقال