أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي، أخبرنا أسود بن عامر، أخبرنا إسرائيل، عن إبراهيم، يعني ابن مهاجر، عن مجاهد، عن السائب بن عبد الله قال: جيء بي إلى النبيَّ ﷺ يوم فتح مكة، جاء بي عثمان بن عفان، فجعلوا يُثْنُون عليّ، قال: فقال لهم رسول الله ﷺ: (لا تُعْلِموني به؛ قد كان صاحبي في الجاهلية)، قال: قلت: نعم يا رسول الله، نِعم الصاحب كُنتَ، قال: فقال: (يا سائب، انظر أخلاقك التي كنت تصنعها في الجاهلية فاصنعها في الإسلام، أقر الضيف، وأكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك).
وروى الفضل بن دُكين، عن سُفيان، عن ابن جريج، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن السائب بن عبد الله قال: رأيت رسول الله ﷺ بين الركن اليماني، والحجر الأسود يقول: ﴿رَبَّنا آتِنَا في الدُّنيا حَسَنةً وفي الآخِرَة حَسَنَةً وقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
كذا رواه غير واحد عن الفضل بن دكين؛ ورواه الحسين بن حفص، ومحمد بن كثير، عن سفيان فقالا: عبد الله بن السائب.
ورواه أبو عاصم، وعبد الرزاق، وهشام بن يوسف، وأمية بن شبل، ومحمد بن ثور الصنعانيون. عن ابن جريج، عن يحيى بن عُبَيْد، عن عبد الله بن السائب، وهو الصواب.
أخرجه أبو موسى.
قلت: قد استدرك أبو موسى هذا على ابن منده، وقد أخرج ابن منده في ترجمة السائب بن أبي السائب حديث إبراهيم بن المهاجر، عن مجاهد، وروى أيضاً حديث مجاهد أنه قال: أتيت النبي ﷺ فجعلوا يثنون عليّ، وجعل هذا جميعه اختلافاً فيه، والله أعلم.
١٩١٤ - السَّائِبُ بن عَبْد الرَّحْمَن
(د ع) السَّائِبُ بن عَبْد الرَّحْمَن. روى محمود بن آدم، عن الفضل بن موسى، عن جُعَيد بن عبد الرحمن، عن السائب بن عبد الرحمن أن خالته ذهبت به إلى النبي ﷺ، فدعا له، فبلغ أربعاً وتسعين سنة.