قلت: قول أبي عُمَر عن ابن إسحاق إنه لم يذكره فيمن هاجر الهجرة الأُولى، وقال: إنه هاجر الهجرة الثانية مع النبي ﷺ، فقول أبي عمر يدل أنه أراد الهجرتين هجرة الحبشة وهجرة المدينة، لأنه قال: هاجر الهجرة الثانية مع النبي ﷺ، والنبي إنما هاجر إلى المدينة، فحينئذ يناقض ما نقله ابن منده وأبو نعيم عن ابن إسحاق، لأنهما نقلا عنه أنه هاجر إلى الحبشة مع جعفر بن أبي طالب ﵁، وإنما أراد ابن إسحاق أنه لم يهاجر الهجرة الأُولى إلى الحبشة، لأن المسلمين هاجروا إلى الحبشة هجرتين أولى وثانية، والثانية كان فيها جعفر وهو معه، فحينئذ يمكن الجمع بين ما نقله أبو عمر، وبين ما نقله ابن منده وأبو نعيم عن ابن إسحاق، لولا قوله: هاجر الثانية مع النبي ﷺ، فإن النبي ﷺ لم يهاجر إلى الحبشة، ولعل قوله:(مع النبي ﷺ) وهم وغلط، فإن كان كذلك فقد صح قولهم واتفق. والصحيح أن ابن إسحاق ذكره فيمن هاجر مع جعفر إلى الحبشة.
أخبرنا أبو جعفر عُبَيد الله بن السمين بإسناده عن يونس بن بُكَير عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، قال:(ومن بني عامر بن لؤي: .... وعبد الله بن مَخرمة بن عبد العُزَّى بن أبي قيس بن عبد وُدّ). وكذلك رَوَى سلمة والبكائِي، عن ابن إسحاق. فبان بهذا أن قوله مع النبي ﷺ وهم وغلط، والله أعلم.
٣١٧٢ - عَبْدُ الله بن مِخْمَر
(د ع) عَبْدُ الله بن مِخْمَر. من أهل اليمن، عداده في الشاميين، مختلف في صحبته.
أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، حدثنا عبد الله وهو ابن قرط: أنه سمع عبد الله بن مِخْمر رجل من أهل اليمن يحدث أن رسول الله ﷺ قال لعائشة: (احتجبي من النار ولو بشق تمرة).
أخرجه ابن منده وأبو نعيم هكذا بالخاء المعجمة وآخره راء، وأخرجه أبو عمر بالحاءِ