إبراهيم ابن سعد، عن أبيه، عن ابن إسحاق، فإن الرواة عن ابن إسحاق يختلفون كثيراً؛ إنما يلزم ابن منده ما رواه يونس، عن ابن إسحاق، وقد روى يونس، عن ابن إسحاق ما أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي البغدادي بإسناده إلى يونس ابن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، قال: ومن بني حبيب بن عبد: رافع بن المعلى بن لوذان، وقد نسبه الكلبي، فقال: رافع ابن المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة ابن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وذكر أن رافعاً شهد بدراً، وهذا يقوي قول أبي نعيم، والله أعلم.
وقد رواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، فقال في تسمية من شهد بدراً، فقال: ومن بني حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب ابن جشم بن الخزرج: رافع بن المعلى بن لوذان ابن حارثة بن زيد بن عدي بن ثعلبة بن زيد مناة ابن حبيب، وهذا أيضاً يؤيد قول أبي نعيم في أن ابن منده وهم وظن حارثة بن مالك من بني حبيب ابن عبد صحابياً، وإنما هو جد صحابي، والله أعلم.
١٠٠١ - حَارِثَة بنُ مَالِك بن غَضْب
(ب د) حَارِثَة بنُ مَالِك بن غَضْب ابن جُشَم بن الخزرج، ثم من بني مخلد بن عامر ابن زُرَيْق، الأنصاري الزرقي؛ ذكره الواقدي فيمن شهد بدراً، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده: حارثة بن مالك بن غضب ابن جشم الأنصاري، من بني بياضة، شهد العقبة، وروى ذلك عن أبي الأسود، عن عروة. أخرجه ابن منده وأبو عمر.
قلت: هذا غلط منهما؛ فإن قولهما حارثة ابن مالك بن غضب، فهذا بعيد جداً، فإن من مع النبي ﷺ من بني مالك بن غضب، بينهم وبينه نحو عشرة آباء، فيكون مقدار ثلثمائة سنة على أقل التقدير، فكيف يكون مالك أبا حارثة ثم إن أبا عمر يقول: حارثة بن مالك، وينسبه ثم يقول: من بني مخلد بن زريق؛ فإن أراد بقوله: ثم من بني مخلد الخزرج، لا يصح؛ لأن زريقاً من بني الخزرج، وإن أراد حارثة فكيف يكون مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، ثم يكون من بني مخلد، ومخلد هو ابن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب هذا متناقض لا يصح؛ على أن الواقدي لم يذكره من الصحابة؛ إنما ذكره في الأنساب لا في الصحابة، والله أعلم.
١٠٠٢ - حَارِثَة بن مُضَرّب
(س) حَارِثَة بن مُضَرّب، أدرك النبي ﷺ فيما قيل، وهو كوفي، يروي عن عمر، وغيره.