أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدّثنا سوار بن عبد الله، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدّثنا عبد السلام بن عجلان العجيفي، عن أبي يزيد المديني عن أبي هريرة أن بشيراً الغفاري كان له مقعد من رسول الله ﷺ لا يكاد يخطئه، ففقده رسول الله ﷺ ثلاثاً، ثم جاء فرآه شاحباً، فقال:(ما غيّر لونك؟) قال: اشتريت بَعيراً من فلان، فشرد، فكنت في طلبه، ولم أشترط فيه شرطاً، فقال رسول الله ﷺ:(أما إن الشرود يُرَد)، ثم قال له رسول الله ﷺ:(أما غيّر لونك غير هذا؟) قال: لا، قال:(فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين).
أخرجه الثلاثة
٤٧٠ - بَشِير بن فُدَيك
(ب د ع) بَشِير، هو ابن فُدَيك، قال ابن منده وأبو نعيم: يقال: له رؤية ولأبيه صحبة، وجعل ابن منده بشير بن فديك غير بشير الحارثي المقدم ذكره، وروى هو وأبو نعيم في ترجمة بشير بن فديك حديث الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن جده فديكاً جاء إلى النبي ﷺ فقال: إنهم يقولون من لم يهاجر هلك قال: (يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت).
ورواه الأوزاعي من طريق أخرى، عن صالح بن بشير، عن أبيه قال: جاء فديك.
ورواه عبد الله بن حماد الآملي عن الزبيدي عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، عن أبيه قال: جاء فديك إلى النبي ﷺ. الحديث.
اتّفق ابن منده وأبو نعيم على رواية هذه الأحاديث في هذه الترجمة، وزاد أبو نعيم فيها على هذه الأحاديث فقال: ذكره عبد الله بن عبد الجبار الخبائري عن الحارث بن عبيدة عن الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه بشير الكعبي يكنى: أبا عصام أحد بني الحارث، كان اسمه: أكبر، فسمّاه النبي ﷺ بشيراً، وروى أيضاً فيها الحديث الذي رواه عصام عن أبيه قال: وفدت على رسول الله ﷺ فقال لي: (ما اسمك؟) قلت: أكبر، فقال:(أنت بشير). وقد تقدّم الحديث في بشير الحارثي، فاستدل أبو نعيم بقول عبد الله بن عبد الجبار على أنهما واحد، ولا حجة في قوله؛ لأنه قد ذكر أولاً له رؤية ولأبيه صحبة، وذكر أخيراً أنه وفد على رسول الله ﷺ فغيّر اسمه، ومن يقال: له رؤية، يدل على أنه صغير، والوافد لا يكون إلاّ كبيراً؛ لا سيما وفي بعض طرق الحديث:(وفدني قومي إلى النبي ﷺ بإسلامهم). وهذا فعل الرجل الكامل المقدم فيهم لا الصغير.