الجنة، ثم يتبعها سائر جسده، وأما الآخر فَيَضْرِب ضَرْبة تُفَرِّق بين الحق والباطل)، فكان زيد بن صُوحان قطعت يده يوم جَلُولاء، وقيل: بالقادسية في قتال الفرس، وقُتِل هو يوم الجمل، وأما جندب فهو الذي قتل الساحر عند الوليد بن عقبة، وقد ذكرناه.
وروى حَمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن حُميد بن هلال قال: ارتُثَّ زيد بن صُوحان يوم الجمل، فقال له أصحابه: هنيئاً لك الجنة يا أبا سلمان. فقال: وما يُدْريكم، غزونا القوم في ديارهم، وقتلنا إمامهم، فيا ليتنا إذ ظُلِمْنا صبرنا، ولقد مَضَى عثمان على الطريق.
وروى إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن محمد بن سيرين قال: أخبرت أن عائشة أم المؤمنين سمعت كلام خالد يوم الجمل، فقالت: خالد بن الواشمة؟ قال: نعم. قالت: أنْشُدُكَ اللّهَ أصادِقي أنت إن سألتك؟ قال: نعم، وما يمنعني؟ قالت: ما فعل طلحة؟ قلت: قُتِل. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون. ثم قالت: ما فعل الزبير؟ قلت: قتل. قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون. قلت: بل نحن لله ونحن إليه راجعون، على زيد وأصحاب زيد، قالت: زيد بن صوحان؟ قلت: نعم. فقالت له خيراً، فقلت: والله لا يجمع الله بينهما في الجنة أبداً، فقالت: لا تقل، فإن رحمة الله واسعة، وهو على كل شيء قدير.
ولم يرو زيد عن النبي ﷺ شيئاً، وإنما روى عن عمر، وعلي ﵄، روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة.
أخرجه الثلاثة.
١٨٤٩ - زَيْدُ بنُ عَاصِم
(ب س) زَيْدُ بنُ عَاصِم بن عَمْرو ابن عَوْف بن مَبْذُول بن عَمْرو بن غَنْم بن مازن بن النَّجَّار الأنَّصَارِيّ الخزرجي النجاري. كذا ساق نسبه أبو موسى وابن الكلبي.
وقال أبو عمر: زَيْدُ بن عَاصم بن كعب بن مُنْذر بن عَمْرو بن عوف بن مَبْذول بن عَمْرو بن غَنْم بن مازن بن النجار، فربما يراه من لا يعرف النسب فيظنهما اثنين، وهما واحد.
قال أبو عمر: شهد العقبة وبدراً، ثم شهد مع زوجته أم عُمَارة، ومع ابنيه حبيب بن زيد، وعبد الله بن زيد، قال: أظنه يكنى أبا حسن.