﵁ لما قدم المدينة مهاجراً، في قول، وقيل: نزل على خُبَيب بن إساف، وكان خارجة صهراً لأبي بكر؛ كانت ابنته حبيبة تحت أبي بكر، وهي التي قال فيها أبو بكر لما حضرته الوفاة: إن ذا بطن بنت خارجة أراها جارية، فولدت أم كلثوم بنت أبي بكر. وكان رسول الله ﷺ قد آخى بينه وبين أبي بكر لما آخى بين المهاجرين والأنصار، وابنه زيد بن خارجة هو الذي تكلم بعد الموت على اختلاف فيه، نذكره في الترجمة التي بعد هذه، وهذا أصح. وقيل: إن خارجة هذا جرح يوم أحد بضعة عشر جرحاً، فمر به صفوان بن أمية بن خلف، فعرفه، فأجهز عليه وَمثَّل به، وقال: هذا ممن قتل أب علي، يعني أباه أمية، وكان يكنى بابنه علي، وقتل معه يوم بدر؛ قتله عمار بن ياسر.
أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده لم يذكر أنه قتل بأحد، ولا أنه الذي نزل عليه أبو بكر. إنما قال: شهد بدراً، وذكر أن ابنه تكلم بعد الموت.
١٣٣١ - خَارِجةُ بن زَيْدِ الخَزْرَجِيّ
(ع) خَارِجةُ بن زَيْدِ الخَزْرَجِيّ، شهد بدراً، قاله أبو نعيم، وقال: توفي أيام عثمان، وهو الذي تكلم بعد الموت، مختلف فيه؛ فقيل: زيد بن خارجة، وقيل: خارجة بن زيد، وأراه الأول، ذكر عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عمير بن هانئ، عن النعمان بن بشير، أنه قال: مات رجل منا يقال له: خارجة ابن زيد، فسجَّيناه بثوب، وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاة، فانصرفت، فإذا به يتحرك فقال: أجلدُ القوم وأوسطُهم عند الله عمر أمير المؤمنين، ﵁، القوي في جِسْمه، القوى في أمر الله. عثمان أمير المؤمنين، ﵁، العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة. خلت ليلتان وبقيت أربع، واختلف الناس ولا نظام لهم؛ يا أيها الناس، أقبلوا على إمامكم، واسمعوا له وأطيعوا. هذا رسول الله ﷺ وابن رواحة، ثم خفت الصوت.
تفرد بذكر خارجة بن زيد عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. ورواه مسلم بن علقمة، عن داود ابن أبي هند عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، فقال زيد بن خارجة. ورواه مسلم بن علقمة، عن داود بن أبي هند عن زيد، عن نافع، أو زيد بن نافع، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير وقال: زيد بن خارجة.