أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه، وبإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا عبد الملك أبو جعفر، عن أبي نَضْرة، عن سعد بن الأطول أن أخاه مات، وترك ثلثمائة درهم وعيالاً فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي ﷺ:(إن أخاك محبوس بدينه، فاقض عنه)، فقضى عنه، وقال: يا رسول الله، قد قضيت عنه إلا امرأة أدعت دينارين، وليس لها بينة، فقال النبي ﷺ:(أعطها فإنها صادقة).
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
١٩٦٧ - سَعْد الأنْصَارِيّ
(س) سَعْد الأنْصَارِيّ. روى أنس ابن مالك أن رسول الله ﷺ لما أقبل من غزوة تبوك استقبله سعد الأنصاري، فصافحه النبي ﷺ، ثم قال:(ما هذا الذي أكْتَب يديك)، قال: يا رسول الله، أضرب بالمَر والمِسْحاة فأنفقه على عيالي، فقبل يَدَه رسول الله ﷺ، وقال:(هذه يد لا تمسها النار).
أخرجه أبو موسى وقال: في سعود الأنصار كثرة؛ إلا أن في رواية أخرى نسبه سعد بن معاذ. وروى بإسناده عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ صافح سعد بن معاذ فقال:(هذه يد لا تمسها النار أبداً)، قال: فإن حفظت هذه الرواية فلعله سعد ابن معاذ آخر غير الخَزْرَجيّ المعروف، فإنه توفي سنة خمس قبل وقعة تبوك بسنين.
قلت: كذا قال أبو موسى، فلعله سعد بن معاذ آخر غير الخزرجي، وهو وهم، فإن سعد بن معاذ الذي مات سنة خمس هو أوسي من بني عبد الأشهل، وهو الذي جرح في الخندق، وتوفي بعد أن حكم في بني قريظة، وهو أوسي لا شبهة فيه، وقوله إن موته كان قبل تبوك صحيح، ولكن هذه الرواية التي فيها ذكر سعد بن معاذ ليس فيها لِتَبوك ذكر، فإن صحت الرواية فلعله كان قبل قتله، على أنني أعلم أن سعد بن معاذ ليس فيها لِتَبوك ذكر، فإن صحت الرواية فلعله كان قبل قتله، على أنني لا أعلم أن سعد بن معاذ لم يتخلف عن رسول الله ﷺ في غزوة غزاها، بدرٍ وغيرها، وإنما اختلفوا في سعد بن عبادة: هل شهد بدراً أم لا؟ والله أعلم، على أن من تَخَلَّفَ عن رسول الله ﷺ من الأنصار وغيرهم معروفون ليس فيهم سعد، ومن تخلف كان أولى باللَّوْم والتثريب،