كثرت فيه الجراح وأصيب وَجْهُ رسول الله ﷺ، وثُلِمَتْ رُبَاعِيتُه، وكُلِمَتْ شَفَتُه، وأصِيبَتْ وَجْنَتُه، وكان رسول الله ﷺ قد ظَاهَرَ بين درعين، فقال رسول الله ﷺ:(من يبيع لنا نفسه؟) فوثب فئة من الأنصار خمسة، منهم: زياد بن السكن، فقاتلوا، حتى كان آخرهم زياد بن السكن، فقاتل حتى أثْبِت، ثم ثاب إليه ناس من المسلمين فقاتلوا عنه حتى أجْهَضُوا عنه العدو، فقال رسول الله ﷺ لزياد ابن السكن: ادنُ مني. وقد أثْبَتَتْه الجراحة، فوسده رسول الله ﷺ قَدَمه حتى مات عليها.
ورواه الطبري، عن محمد بن حميد، عن سلمة، عن ابن إسحاق، عن الحصين بن عبد الرحمن، عن محمود بن عَمْرو بن يزيد بن السكن، قال: فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار، وبعض الناس يقول: إنما هو عُمارة ابن زياد بن السكن على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن الحصين، عن محمود فقال. زياد بن السكن.
أخرجه الثلاثة.
١٨٠٠ - زِيَادُ بن سُمَيَّة
(ب ع س) زِيَادُ بن سُمَيَّة، وهي أمه، هو زياد بن أبي سفيان صَخْرِ بن حرب بن أمَيَّة بن عبد شَمْس بن عبد مناف، وهو المعروف بزياد بن أبيه، وبزياد بن سمية، وهو الذي استلحقه معاوية بن أبي سفيان، وكان يقال له قبل أن يستلحقه: زياد بن عُبَيد الثقفي، وأمه سُمَيَّة جارية الحارث بن كلدة وهو أخو أبي بَكْرة لأمه، يكنى أبا المغيرة، ولد عام الهجرة، وقيل: ولد قبل الهجرة، وقيل: ولد يوم بدر، وليست له صُحْبَة ولا رواية.
وكان من دهاة العرب، والخطباء الفصحاء، واشترى أباه عُبَيْداً بألف درهم فأعتقه، واستعمله عمر بن الخطاب، ﵁، على بعض أعمال البصرة، وقيل: استخلفه أبو موسى وكان كاتباً له. وكان أحد الشهود على المغيرة بن شعبة مع أخَويه أبي بَكْرة ونافع،