الأرض، أحبهم إلى الله، وأكرمهم عليه، وأقربهم إلى الله زُلْفَى، فإن مت فيكم فأنتم هم. فما لبث إلا ثماني ليال بعد هذا القول حتى توفي ﵁، فصلى عليه محمد بن الحَنَفِيَّة، فأقبل طائر أبيض فدخل في أكفانه، فما خرج منها حتى دفن معه، فلما سُوِّيَ عليه التراب قال ابن الحنفية: مات والله اليوم حَبْرُ هذه الأُمة.
وكان له لما تُوُفِّيَ النبيّ ﷺ ثلاثَ عشرةَ سنة. وقيل: خمس عشرة سنة. وتوفي سنة ثمان وستين بالطائف، وهو ابن سبعين سنة. وقيل: إحدى وسبعين سنة. وقيل: مات سنة سبعين. وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وهذا القول غريب.
وكان يُصَفِّر لحيته، وقيل: كان يَخْضِبُ بالحِنَّاء، وكان جميلاً أبيض طويلاً، مُشْرَباً صفرة، جسيماً وسيماً صبيح الوجه، فصيحاً.
وحج بالناس لما حُصر عثمان، وكان قد عمي في آخر عمره، فقال في ذلك:
(ب د ع) عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الأَسَدِ ابن هِلَال بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم بن يَقَظَة ابن مُرَّة بن كعب بن لُؤَيٍ القُرَشي المخزومي، يكنى أبا سلمة، وهو ابن عمة رسول الله ﷺ، أُمه بَرَّة بنت عبد المطلب، وهو أخو رسول الله ﷺ، وأخو حمزة بن عبد المطلب من الرضاعة، أرضعتهم ثُوَيْبَة مولاة أبي لهب أرضعت حمزةَ ﵁، ثم رسولَ الله ﷺ، ثم أبا سلمة ﵁. وهو ممن غَلَبت عليه كنيتهُ، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى.
قال ابن منده: شهد أبو سلمة بدراً وأُحداً وحنيناً والمشاهد، ومات بالمدينة لما رجع من بدر.