يا رسول الله ورائي أحدً إلا بايعته وآمن بك، غير عجوز من كلب، إحدى بني الجَوْن، وهي أُمِّي. قال:(ارفُق بها)، قال عمرو بن حسان: يا رسول الله، أقْطع لحليفي؛ فإنه مسكين، قال:(ما أقطع له؟) قال: الدَّوْمَتَين، الكبر وذات أفداك، فَفَعَل، وكتبها له في عُرْجون.
(س) سَنْدَر، أبو الأسْودَ. روى ابن لَهِيعة، عن يزيد، عن أبي الخير، عن سندر، قال: قال رسول الله ﷺ: (أسلم سالمها الله، وغفَار غَفَر الله لها، وتُجِيب أجابوا الله،﷿ قلت: يا أبا الأسود، وسَمِعْتَه يذكر تجِيباً؟ قال: نعم. قلت: أُحَدِّث الناس به عنك؟ قال: نعم.
أخرجه أبو موسى.
٢٢٧٨ - سَنْدَر أبو عَبد الله
(ب د ع) سَنْدَر أبو عَبد الله، مولى زِنْباع الجُذَامِي. له صحبة، رَوَى حديثه ربيعة بن لقيط، عن عبد الله بن سندر، عن أبيه. وروى عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: كان لزنباع الجذامي عبد، ويقال له: سندر، فوجده يُقَبِّل جارية له، فخصاه وجَدَعه، فأتى سَنْدَرُ النبي ﷺ فأخبره، فأرسل إلى زِنْباع يقول:(من مُثِّل به أو أُحْرِق بالنار فهو حر، وهو مولى الله ورسوله)، وأعتق سندراً، فقال له سندر: أوصي بي يا رسول الله، قال:(أُوْصِي بك كلَّ مسلم)، فلما توفي رسول الله ﷺ أتى سندر إلى أبي بكر، فقال: احفظ فيَّ وصية رسول الله ﷺ، فَعَالَهُ أبو بكر حتى توفي، ثم أتى بعده إلى عمر، فقال له عمر: إن شئت أن تقيم عندي أجريت عليك، وإلا فانظر أي الموضع أحب إليك، فأكتب لك؟ فاختار مصر، فكتب إلى عمرو بن العاص يحفظ فيه وصية رسول الله ﷺ، فلما قدم على عمرو أقطعه أرضاً واسعة وداراً، فلما مات سندر قبضت في مال الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد ذكر أبو موسى سندر أبا الأسود قبل هذا، وقد رأى ابن منده أخرج هذه الترجمة، فلا شك أنه ظنهما اثنين، ويغلب على ظني أنهما واحد، ودليله أنهما من أهل مصر، ورأيت بعض العلماء قد ذكر حديث: أسلم سالمها الله، وحديث سندر الجذامي في هذه الترجمة، ولا شك ظنهما واحداً، والله أعلم.