(د ع) عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بنِ عُثْمان، وهو عبد الله بن أبي بكر الصديق، ويذكر نسبه عند أبيه ﵄. وهو أخو أسماءَ بنت أبي بكر لأبويها. أمهما قُتَيْلة، من بني عامر بن لُؤَيّ.
وهو الذي كان يأتي النبيَّ ﷺ وأباه أبا بكر بالطعام وبأخبار قريش، إذ هما في الغار، كل ليلة، فمكثا في الغار ثلاث ليال. وقيل غير ذلك. وكان عبد الله يبيت عندهما وهو، فيخرج من عندهما السَّحر، فيصبح مع قريش فلا يسمع أمراً يُكَادَان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك إذا اختلط الظلام.
وشهد عبد الله الطائفَ مع رسول الله ﷺ، فرُمِي بسَهْم، رماه أبو مِحْجَن الثقفي فَجَرحه، فاندمل جُرْحه، ثم انتقض به، فمات منه أول خلافة أبيه أبي بكر، وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة.
وكان إسلامه قديماً، ولم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح، وحنيناً، والطائف.
وكان قد ابتاع الحلة التي أرادوا أن يُدْفَنَ فيها رسول الله ﷺ بسبعة دنانير، فلم يكفن فيها رسول الله ﷺ، فتركها لنفسه ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة قال: لا تكفنوني فيها، فلو كان فيها خيراً لكُفِّن فيها رسول الله ﷺ. ودفن بعض الظهر، وصلى عليه أبوه، ونزل في قبره أخوه عبد الرحمن، وعُمَر، وطلحة بن عبيد الله ﵃.
أخرجه هاهنا أبو نعيم، وأخرجه قبلُ ابنُ منده وأبو عمر واستدركه هاهنا أبو موسى على ابن منده.
٣٠٤٣ - عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بنِ عُمَر
(س) عَبْدُ الله بنُ عَبْدِ الله بنِ عُمَر ابنِ الخَطَّابِ. أورده ابن أبي عاصم في الآحاد، قال يزيد بن هارون: كان عبد الله بن عبد الله بن عُمَر أكبر ولد عبد الله. وروى سعيد بن جُبَيْر عن عبد الله بن عبد الله بن عمر: (أن رسول الله ﷺ حين دَفَع عَشِيَّةَ عرفة، سمع وراءَه زَجْراً شديداً وضَرْباً في الأعراب، فالتفت إليهم فقال: السكينةَ أيّها الناس، فإن البِرَّ ليس