قال ابن مندة: قال محمد بن إسماعيل. هو ابن صيفي، وخالفه غيره، روى عنه حميد بن عبد الرحمن وروى ابن مندة بإسناده، عن محمد ابن سعد الواقدي، قال: ممن سكن البصرة أهبان ابن صيفي الغفاري، ويكنى: أبا مسلم، وأوصَى أن يكفّن في ثوبين فكفّنوه في ثلاثة، فأصبحوا والثوب الثالث على المشجب. أخرجه ابن مندة وأبو عمر، إلاّ أن ابن مندة أورد هذا الذي قاله محمد بن سعد في هذه الترجمة، وقال أهبان بن صيفي: فكان ذكر هذا في ترجمة أهبان أولى؛ وأما أبو عمر فلم يذكر من هذا شيئاً، وإنما قال: أهبان ابن أخت أبي ذر، روى عنه حميد بن عبد الرحمن الحميري، بصري، لا تصح له صحبة؛ وإنما يروي عن أبي ذر، وهذا لا كلام عليه فيه، والله أعلم.
٢٨٠ - أهْبَان بنُ أوْس
(ب د ع) أهْبَان بنُ أوْس الأسْلَمِي يعرف بمكلِّم الذئب، يكنى أبا عقبة، سكن الكوفة وقيل: إن مكلِّم الذئب أهبان بن عياذ الخزاعي.
قال ابن مندة: هو عم سلمة بن الأكوع، أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا البلدي، وغيره، قالوا: أخبرنا أبو الوقت بإسناده إلى محمد بن إسماعيل، أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا أبو عامر، أخبرنا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر، عن رجل منهم اسمه أهبان بن أوس، من أصحاب الشجرة، وكان اشتكى من ركبتيه، فكان إذا سجد جعل تحت ركبتيه وسادة.
وروى أنَيْس بن عمرو عنه أنه قال: كنت في غنم لي فشد الذئب على شاة منها، فصاح عليه، فأقعى الذئب على ذنبه وخاطبني وقال: من لها يوم تشتغل عنها؟ أتنزع مني رزقاً رزقني الله، قال: فصفّقت بيدي وقلت: ما رأيت أعجب من هذا، فقال: تعجب ورسول الله في هذه النخلات؟ وهو يومئ بيده إلى المدينة يحدّث الناس بأنباء ما سبق وأنباء ما يكون، وهو يدعو إلى الله وإلى عبادته، فأتى أهبان إلى رسول الله ﷺ فأخبره بأمره وأسلم.
أورد أبو نعيم هذا الحديث في هذه الترجمة، وأورد ابن مندة في ترجمة أهبان بن عياذ، وأما أبو عمر فإنه قال: في هذا: كان من أصحاب الشجرة في الحديبية، يقال إنه مكلم