كان أحد فرسان قريش، يقال: إنه يعدل بألف فارس، كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب ﵁ يستمده بثلاثة آلاف فارس، فأمده بخارجة بن حذافة هذا، والزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود.
وشهد خارجة فتح مصر، قيل: كان قاضياً لعمرو بن العاص، وقيل: كان على الشُّرَط له بمصر، ولم يزل بمصر حتى قتله أحد الخوارج الثلاثة الذين انتدبوا لقتل علي ومعاوية وعمرو، فأراد الخارجي قتل عمرو، فقتل خارجة وهو يظنه عمراً، فلما قتله أخذ وأدخل على عمرو بن العاص، فلما رآه قال: ومن قتلتُ؟ قيل: خارجة، فقال: أردتُ عمراً وأراد الله خارجة. وقيل: بل قال هذا عمرو بن العاص الخارجي، وقيل: إن خارجة الذي قتله الخارجي بمصر هو خارجة بن حذافة، أخو عبد الله بن حذافة، من بني سهم، رهط عمرو بن العاص، وليس بشيء. وقبر خارجة بن حذافة معروف بمصر عند أهلها. وقد ذكره البخاري في تاريخه فجعله عدوياً، وروى له حديث الوتر الذي يأتي ذكره. وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني، وجعله سهمياً، وروى له حديث الوتر أيضاً.
أخبرنا إبرهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى، قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الله بن راشد الزَّوْفِي، عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي، عن خارجة بن حذافة أنه قال: خرج علينا رسول الله ﷺ فقال: إن الله قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حُمْرِ النعم: الوتر، جعله الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر.
أخرجه الثلاثة.
١٣٢٨ - خَارِجَة بن حِصْن
(ب س) خَارِجَة بن حِصْن بن حُذَيفة بن بَدْر بن عَمْرو بن جُوَيَّة بن لَوْذان بن ثعلبة بن عَدِيّ بن فَزارَة، أبو أسماء الفزاري. قدم على رسول الله ﷺ حين رجع من تبوك.
روى المدائني، عن أبي معشر، عن يزيد رومان قال: قدم على رسول الله ﷺ خارجةُ بن حصن والحرُّ بن قيس، شكوا إلى رسول الله ﷺ الجُدُوبة والضيق والجهد وذهاب الأموال، وقالوا: اشفَعْ لنا إلى ربك ﷿. قال:(إن الله ﵎ ليرى جَهْدكم وأزْلكم وقرب غياثكم). فقال رجل: لن نَعْدَمَ من رب يراك خيراً. فضحك رسول الله ﷺ