لم يختلفوا أنه من بلى، إلا ابن منده، فإنه جعله عنبرياً، قالوا: وهو ابن عَمِّ المُجَذَّر بن ذِيَاد وأَخوه لأُمه وهو حليف بني سالم من بني عوف من الأنصار. شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً.
وقد روى ابن منده بإسناده إلى يونس بن بكير، عن أبي إسحاق، قال: قتل يوم أحد من المسلمين، من بني عوف بن الخزرج، ثم من بني سالم: عُبَادة بن الخَشْخاش، ودفن هو والنعمان بن مالك، والمجذر بن ذِيَاد في قبر واحد.
أخرجه الثلاثة.
قلت: وقيل فيه: عَبَّاد، بفتح العين، وبغير هاءٍ في آخره، وقيل: الخَشْخاش، بخاءَين وشينين معجمات، وقيل: بحاءَين وسينين مهملات. وقول ابن منده إنه عَنْبري، وَهْم منه، وأظنه رأى أن الخشخاش العنبري له صحبة، فظن أن هذا ابن له، ثم هو نقضه على نفسه بقوله: قتل بأحد من الأنصار من بني سالم: عُبَادة، ومع أنه قد نسبه إلى سالم ثم إلى الخزرج، ولم ير في نسبه العَنْبر، كيف قال: إنه عنبري وقد ذكره ابن ماكولا فقال: عبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زَمْزَمَة، له صحبة، وشهد بدراً، وقتل يوم أحد، قاله ابن إسحاق وأبو مَعْشَر، يعني بالخاءَين والشينين المعجمات، وقال الواقدي: هو عبدة بن الحسحاس، بالحاءَين والسينين المهملات، وهو ابن عم المُجَذَّر بن ذياد وأخوه لأمه، قتل يوم أُحد، وهذا جميعه يرد قول ابن منده، وسياق النسب أوَّلَ الترجمة عن ابن الكلبي يقوي ما قلناه، والله أعلم.
٢٧٨٧ - عُبَادَة بن رَافع
(س) عُبَادَة بن رَافع. ذكره يحيى ابن يونس، عن سلمة بن شبيب، عن أبي المغيرة، عن ثابت بن سعيد، عن عمه خالد بن ثابت، عن عبادة بن رافع، قال: إن المؤْمِنَيْن إذا التقيا يحضرهما سبعون حسنة، فأيهما كان أَبَشَّ بصاحبه كان له تسع وستون، وللآخر حسنة. قال: وكان عبادة من أصحاب النبي ﷺ.