وهاجر سلمة إلى المدينة بعد الخندق، وقال الواقدي: إن سلمة لما هاجر إلى المدينة قالت أُمه:
لا هُمَّ ربّ الكعبة المُحَرَّمهْ … أظْهِر على كلِّ عَدُوَ سَلَمه
له يدان في الأُمورِ المُبْهَمَهْ … كَفٌّ بها يُعْطي وكف مُنْعِمه
وشهد مؤتة، وعاد منهزماً إلى المدينة، فكان لا يحضر الصلاة لأن الناس كانوا يصيحون به وبمن سَلِم من مؤتة: يا فَرّارين، فَرَرْتُم في سبيل الله ولم يزل بالمدينة مع رسول الله ﷺ حتى تُوُفي النبي ﷺ، فخرج إلى الشام مجاهداً، حين بعث أبو بكر الجيوش إلى الشام، فقتل بمرج الصُّفَّر، سنة أربع عشرة، أول خلافة عمر، وقيل: بل قتل بأجنادِين في جمادى الأولى قبل وَفَاة أبي بكر الصديق بأربع وعشرين ليلة.
أخرجه الثلاثة.
٢١٩١ - سَلَمة بن يَزِيد بن مَشْجَعَة
(ب د ع) سَلَمة بن يَزِيد بن مَشْجَعَة بن المُجَمِّع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حَرِيم بن جُعْفِيّ الجُعْفِيّ.
وفد إلى النبي ﷺ، روى عنه علقمة بن قيس:
روى داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن علقمة، عن سلمة بن يزيد الجُعْفي، قال: انطلقت أنا وأخي إلى النبي ﷺ، فقلنا: يا رسول الله، أُمنا مُلَيكه: كانت تَصِل الرحم وتَقرِي الضيف، وتفعل وتفعل، هلكت في الجاهلية، فهل ذلك نافعها شيئاً؟ قال:(لا) قلنا: إنا وأدت أُختاً لنا في الجاهلية. فقال:(الوائدةُ والموءُودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فيعفُو الله عنها).
ورواه إبراهيم بن علقمة. والأسود، عن عبد الله.
أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا شعبة، عن جابر، عن يزيد بن مرة، عن سلمة بن يزيد، قال: سمعت رسول الله ﷺ: في قوله تعالى: ﴿إنَّا أنْشَأْنَاهُنَّ، إنْشَاءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أبْكَاراً. عُرُباً أتْرابا﴾، قال:(من الثِّيِّب وغير الثِّيِّب).
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: اختلف أصحاب الشعبي وأصحاب سماك في اسمه،