أربعة دارهم، فاستعدى عليه فقال: يا محمد، إنَّ لي على هذا أربعةَ دراهم، وقد غلبني عليها. فقال: أعطه حقه. قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها قال: أعطه حقه. قال: والذي نفسي بيده ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر، فأرجو أن تُغْنِمَنَا شيئاً فأَرجعَ فأَقضيَه. قال: فأعطه حقه قال: وكان النبي ﷺ إذا قال ثلاثاً لا يراجع فخرج به ابنُ أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة، وهو متزر ببردَة، فنزع العمامة من رأسه فاتزر بها، ونزع البردة فقال: اشتر مني هذه البردة، فباعها منه بأربعة دارهم، فمرَّتْ عجوز فقالت: مالك يا صاحب رسول الله ﷺ فأخبرها فقالت: هادونك هذا، لِبُرْد عليها، فطرحته عليه.
وتوفي عبد الله سنة إحدى وسبعين، قاله الواقدي: وضمْرة بن ربيعة، ويحيى بن عبد الله ابن بُكَيْر، وإبراهيم بن المنذر، وكان عمره إحدى وثمانين سنة، وقال خليفة: مات زمن مُصْعَب بن الزبير. روى عنه ابنه القعقاع وغيره.
٢٨٨٩ - عَبْدُ الله بنُ حَذَافَةَ
(ب د ع) عَبْدُ الله بنُ حَذَافَةَ بن قَيْس بن عَدِيِّ بن سعد بن سَهْم بن عَمْرو بن هُصَيْص بن كَعْب بن لُؤيّ القرشي السهمي، يكنى أبا حُذَافَة، قاله أبو نَعيْم وأبو عُمَر.
وقال ابنُ منده: عبد الله بن حُذَافة بن سعد ابن عَدِيّ بن قيس بن سعد بن سَهْم. والأول أصبح، ونقلت قول ابن منده من نسخ صِحَاح، وهو غلط.
وأُمه بنت حُرْثَان، من بني الحارث بن عبد مناة، أسلم قديماً، وصَحِب رسول الله ﷺ، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، مع أخيه قيس بن حُذَافة، وهو أخو خُنَيْس بن حذافة، زوج حفصة بن عمر بن الخطاب قَبْل النبي ﷺ.
قال أبو سعيد الخدري: إن عبد الله شَهِدَ بدراً. ولم يصح، ولم يذكره موسى بن عقبة، ولا عروة، ولا ابن شهاب، ولا ابن إسحاق في البدريين.
وشهد له رسول الله ﷺ أنه ابن حذافة.
أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد حدثني أبي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ خرج حين زاغت الشمس،