للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلامة بن سعد بن مُسَاب (١) بن الحارث بن عَبْس (٢) بن هَوَزان بن أسلم، وقيل عَبْد بن عُمَيْر بن عامر. له صحبة، يكنى أبا محمد، وأول مشاهده الحُدْيْبية وخَيْبر وما بعدهما، وبعثه رسول الله عيناً إلى مالك بن عوف النِّصْري وفي سرية أُخرى قُتِل فيها عامرُ بن الأضْبَط فحياهم بتحية الإسلام، فقتله مُحَلِّم بن جَثَّامة، فنزلت: ﴿يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إذَا ضَرَبْتُمْ في سَبِيل اللّهِ فَتَبَيَّنُوا﴾ … الآية.

واتفق أهل المعرفة على أن له صحبة، وشَذَّ بعضهم فقال: لا صحبة له، وإنَّ أحاديثه مرسلة. ومن قال هذا فقد أخطأ؛ لأن فيما تقدم من إرساله مَرّة عيناً، ومرة في السَّرِيَّة التي قَتَلَ فيها مُحَلِّمٌ عامرَ بن الأضبط حُجَّةً لمن يقول: له صحبة، روى ذلك ابن إسحاق، وروى محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن أبي حَدْرَدٍ: قال: كنت في سَرِيَّة بعثها النبي إلى إضَم وادٍ من أودية أشْجَع فهذا كلّه يدلّ على أن له صحبةً.

قال أبو عمر: وقد قيل: إن القَعْقَاع بن عبد الله بن أبِي حَدْرَد له صحبة. وهذا ليس بشيءٍ.

واحتجَّ من زعم أن عبد الله لا صحبة له بأنه يروي عن أبيه. وليس فيه حجة، فقد روى ابن عمر عن أبيه، وكثير ممن له ولأبيه صحبة يروي الابن تارة عن النبي ، وتارة عن أبيه، عن النبي في بعض ما يروي، وأما رواية الصحابة بعضهم عن بعض فكثير، حتى إن علياً مع كثرة صحبته وملازمته يروي عن أبي بكر، عن النبي .

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا إبراهيم بن إسحاق، حدثنا حاتم بن إسماعيل المدني، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي يحيى، عن أبيه، عن ابن أبي حَدْرَد الأسْلَمِي أنه قال: كان ليهوديّ عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>