وقال عبد الملك بن عمير: قرأت كتاباً عند حبيب بن سالم؛ كتبه النعمان بن بشير، فقال: زيد بن خارجة. وقال سعيد بن المسيب: إن زيد ابن خارجة توفي في زمن عثمان ﵁ فسجوه؛ وذكره، ورواه أنس بن مالك فقال: زيد ابن خارجة.
أخرجه أبو نعيم.
قلت: قال أبو نعيم أول الترجمة: إنه الذي تكلم بعد الموت، وقال: أراه الأول. وهذا من غريب القول، بينا نجعل الأول قتل بأحد، ونجعل هذا توفي في خلافة عثمان ﵁، وأنه الذي تكلم بعد الموت، ثم يقول: أراه الأول فكيف يكون الأول وذلك قتل بأحد، وهذا توفي في خلافة عثمان كذا قال أبو نعيم في هذه الترجمة. وأما ابن منده فذكر الأول وأنه شهد بدراً، وذكر فيه الاختلاف أنه الذي تكلم بعد الموت، ولم يذكر أنه قتل بأحد، فلم يتناقض قوله. وأما أبو عمر فذكر الأول، وجعل ابنه زيداً هو الذي تكلم بعد الموت؛ فلو صَحّ أن المتكلم خارجة بن زيد لكان غير الأول، لا شبهة فيه، لأن الأول قتل بأحد، والمتكلم توفي في خلافة عثمان فيكون غيره. والصحيح أن المتكلم زيد بن خارجة. والله أعلم.
١٣٣٢ - خَارِجَة بن الصَّلْت
(ب د ع) خَارِجَة بن الصَّلْت. عداده في الكوفيين، حدث عنه الشعبي.
قال ابن منده: أدرك النبي ﷺ ولم يره، روى يعلى بن عبيد، عن زكرياء بن أبي زائدة، عن الشعبي قال: حدثني خارجة بن الصلت أن عمه أدرك النبي ﷺ فأسلم، ثم رجع فمر بأعرابي مجنون موثق في الحديد، فقال بعضهم: عندك شيء تداويه به، فإن صاحبكم جاء بالخير؟ فقلت: نعم، فرقيته بأم الكتاب كلَّ يوم مرتين، فبرأ، فأعطاني مائة شاة فلم آخذها حتى أتيت النبي ﷺ فأخبرته، فقال:(أقلت شيئاً غير هذا؟) قلت: لا. قال:(كُلْها بسم الله؛ فلعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق).
ورواه ابن المبارك، عن زكرياء بإسناده، عن خارجة قال: انطلق عمي إلى النبي ﷺ فأسلم، ثم رجع إلينا … وذكر الحديث.