للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى البكائي، عن ابن إسحاق قال: حدثني ثورُ بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، وعبد الله بن أبي بكر أيضاً قد حدثني بذلك، قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سَلِمة: سمعتُ القوم وأبو جهل في مثل الحَرَجَةِ يقولون: أبو الحكم، لا يُخلَص إليه. قال: فجعلته من شأني، فَصَمَدْتُ نحوه، فحملت عليه، فضربته ضربة فاطنَّت قدمه.

وقد تقدّم في معاذ بن الحارث بن عَفْراء الكلام عليه، فقد روى البكائي، عن ابن إسحاق: أن هذا معاذ بن عمرو، قتل أبا جهل، ورواه إدريس، عن ابن إسحاق لمعاذ بن عفراء.

وأخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بُكَير قال: حدّثني السرِيّ بن إسماعيل، عن الشعبي عن عبد الرحمن بن عوف قال: كنا مُواقفي العدو يوم بدر، وابنا عفراءَ الأنصاريان مكتنفاي، وليس قربي أحد غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفني هاهنا؟ فلو كان شيءٌ لأجْلَى هذان الغلامان عني، وتركاني. فبينا أنا أُحدث نفسي أن أنصرف إذا التَفَتَ إليَّ أحدهما فقال: أيْ عَمِّ، هل تعرف أبا جهل؟ فقلت: نعم، وما تريد منه يا ابن أخي؟ فقال: أرِنِيه، فإني أعطيتُ الله عهداً إن عاينته أن أضربه بسيفي حتى أقتله أو يُحَال بيني وبينه. فالتفت إليّ الآخر فسألني عن مثل ما سألني عنه أخوه، وقال مثل مقالته، فبينا أنا كذلك إذ بَرَزَ أبو جهل على فَرَس ذَنُوب يقوم الصف. فقلت: هذا أبو جهل. فضرب أحدهما فرسه، حتى إذا اجتمع له حَمَله عليه، فضربه بسيفه فأنْدَرَ فخده، ووقع أبو جهل، وَتَحَمَّل عُضْروط كان مع أبي جهل على ابن عَفراء فقتله، فحمل ابن عفراء الآخر على الذي قتل أخاه فقتله. وكانت هزيمة المشركين.

فهذه الأحاديث مع ما تقدّم في (معاذ بن عَفراء) تدل على أن معاذ بن عفراء هو الذي قتله.

أخرجه الثلاثة.

٤٩٦٣ - مُعَاذ بن عَمْرو النجاري

مُعَاذ بن عَمْرو بن قيس بن عبد العزى بن غزِيَّة بن عمرو بن عَدِيّ بن عوف بن مالك بن

<<  <  ج: ص:  >  >>