أوس من بني النبيت، ثم من بني عبد الأشهل؛ فهذه أربع تراجم، قال بعض العلماء: كلها واحد؛ فإن الحارث بن أوس بن معاذ هو ابن أخي سعد بن معاذ، هو من بني عبد الأشهل، وعبد الأشهل من بني النبيت كما ذكرناه في نسبه، وشهد بدراً وقتل يوم أحد، وقيل: بقي إلى يوم الخندق، وهو الذي أرسله سعد بن معاذ عمه لقتل كعب بن الأشرف، وهو الحارث بن أوس ابن النعمان نسب إلى جده؛ فإن أوس بن معاذ بن النعمان، هو أخو سعد بن معاذ، وجعلاه نجارياً، وليس كذلك؛ فإن بني النجار من الخزرج الأكبر، وهذا من الأوس، ثم جعلاه حارثياً في الترجمة التي جعلاه فيها نجارياً، وهما متناقضان؛ فإن حارثة من الأوس وهو حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت بن مالك بن الأوس، ولا يقال: خزرجي إلاّ لمن ينسب إلى الخزرج الأكبر أخي الأوس، والله أعلم. وهذا قول صحيح لا شبهة فيه.
٨٥٣ - الحَارِثُ بن أوْس
(س) الحَارِثُ بن أوْس، له صحبة. روى عن النبي ﷺ أحاديث.
أخرجه أبو موسى، عن ابن شاهين، وقال: أظنه الحارث بن أوس الذي ذكر في الكتب، فإن الواقدي ذكره هكذا بهذا اللفظ.
٨٥٤ - الحَارِثُ بن بَدَل السَّعْدِيّ
(ب د ع) الحَارِثُ بن بَدَل السَّعْدِيّ، وقيل: الحارث بن سليمان بن بدل، يعد في أهل الشام. وهو تابعي.
روى حديثه عبيد الله بن معاذ، عن محمد ابن عبد الله الشُّعَيثي، عنه، أنه قال: شهدت مع النبي ﷺ يوم حنين، وانهزم أصحابه أجمعون إلاّ العباس بن عبد المطلب، وأبو سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب، فرمى رسول الله ﷺ وجوهنا بقبضة من الأرض، فانهزمنا، فما خيِّل إليّ أن شجرة ولا حجرا إلاّ وهو في آثارنا.
وقد روى بكر بن بكار، عن الشعيثي، عن الحارث بن سليم بن بدل، قال: كنت مع المشركين يوم حنين، فأخذ النبي ﷺ كفاً من حصى فضرب به وجوههم، وقال:(شاهت الوجوه)، فهزمهم الله تعالى. ومدار حديثه على الشعيثي، وهو ضعيف، ومع ضعفه فالاختلاف عليه فيه كثير.