قيل: كان مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من يجعل مُقام النبي ﷺ بمكة بعد المبعث عشر سنين؛ لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين، وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وأما على قول من ذهب إلى أن النبي ﷺ لم يُجِزْه يوم أُحُد، وكان له أربع عشرة سنة، وكانت أُحُد في السنة الثالثة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة. وأما على قول من يقول: إن النبي ﷺ أقام بعد المبعث بمكة ثلاث عشرة سنة، وأن عُمْر عبد الله أربع وثمانون سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين. وأما على قول من يجعل عمره ستاً وثمانين سنة، فيكون مولده وقت المبعث، والله أعلم.
٣٠٨١ - عَبْدُ الله بن عَمْرو بن الأحْوَص
(س) عَبْدُ الله بن عَمْرو بن الأحْوَص. أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، قال أنبأنا طِراد بن محمد الزينبي، أخبرنا هلال الحَفَّار، عن الحسين بن يحيى بن عباس، عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن عَبِيدَة بن حُمَيد، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عَمْرو بن الأحوص، عن أُمه قالت: رأيت رسول الله ﷺ عند جمرة العقبة راكباً، فقال:(يا أيها الناس، من رمى الجمرة فَلْيرْمِها بمثل حصى الخَذْف). قالت: ورأيت بين أصابعه حجراً، قالت: فرمى ورمى الناس، ثم انصرف، فجاءَت امرأة معها ابن لها بِهِ مَسٌّ فقالت: يا نبي الله ﷺ، ابني هذا. فأمرها النبي ﷺ فدخلت بعض الأخْبِيَة، فجاءَت بتَوْر من حجارة فيه ماءٌ، فأخذه بيده فمَجَّ فيه، ودعا فيه وأعاده، وقال:(اسقيه واغسليه فيه). قالت: فتبعتها فقلت: هبي لي من هذا الماء. فقالت: خذي منه. فأخذت منه حفنة، فسقيته ابني عبدَ الله، فعاش، فكان من بره ما شاء الله أن يكون، قالت: ولقيت المرأة فأخبرتني أن ابنها بَرَأ، وأنه غلامٌ لا غلامَ أحْسَنُ منه.