أخبرنا فِتْيَان بن أحمد بن محمد المعروف بابن سَمْنِيَّة الجوهري بإسناده عن القعنبي، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر ابن عتيك، عن عتيك بن الحارث بن عتيك، وهو جد عبد الله أبو أمه أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله ﷺ جاء يعود عبد الله بن ثابت، فوجده قد غُلِب فصاح به رسول الله ﷺ فلم يجبه، فاسترجع وقال:(غلبنا عليك يا أبا الربيع)، فصاح النسوة وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله ﷺ:(دَعْهُنَّ فإذا وجب فلا تبكين باكية)، قالوا: وما الوجوب يا رسول الله؟ قال:(إذا مات)، فقالت ابنته: والله إن كنت لأ رجو أن يكون شهيداً؛ فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله ﷺ:(إن الله سبحانه قد أوقع أجره على قدر نِيَّته، وما تعدون الشهادة؟) قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله ﷺ:(الشهداء سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجُمْع شهيد).
وتوفي جابر سنة إحدى وستين، وعمره إحدى وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
بجمع مضمومة الجيم: هي المرأة تموت وفي بطنها ولد، وقيل: هي البكر، والأول أصح، وقاله الكسائي بجيم مكسورة.
٦٥٠ - جَابِرُ بن عُمَيْر
(ب د ع) جَابِرُ بن عُمَيْر الأنْصَارِي. له صحبة، عداده في أهل المدينة.
روى عنه عطاء بن أبي رباح. أخبرنا محمد ابن عمر المديني كتابة، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا القاضي أبو أحمد، وحبيب بن الحسن، ومحمد بن حبيش قالوا: حدّثنا خلف بن عمرو العكبري، أخبرنا المعافى بن سليمان، أخبرنا موسى بن أعين، عن أبي عبد الرحيم خالد بن يزيد، عن عبد الرحيم الزهري، عن عطاء أنه رأى جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرتميان، فملَّ أحدهما فجلس، فقال له صاحبه: كسلت؟ قال: نعم، قال أحدهما للآخر: أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: (كل شيء ليس من ذكر الله، ﷿، فهو لعب؛ إلاّ أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعلُّم الرجل السباحة).