بخيبر، فلما أراد رسول الله ﷺ أن يُسْهِم قال لهم: (هاتوا أصْغَرَ القَوْم). فأُتِيَ بعُبَيْدِ، فدَفَعَ إليه بأسْهِمٍ، فسمي بعُبَيْد السهَّام، ويكنى أبا ثابت، بابنه ثابت بن عُبَيْد الذي روى عنه الأعمش.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا موسى لم ينسبه، إنما قال: عُبَيْد السّهام. وهو هذا.
٣٤٩٦ - عُبَيْدُ بن شَرِيَّة
(س) عُبَيْدُ بن شَرِيَّة، ويقال: عُمَيْر بن شُبْرُمة.
قال هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه قال: عاش عبيد بن شرية الجُرْهُمِي مائتي سنة وأربعين سنة، ويقال: ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، وأتى معاويةَ بن أبي سفيان وهو خليفة، فقال له: أخبرني بأعجب ما رأيت؟ قال: انتهيت إلى قوم يدفنون ميتاً، فلما رأيته اغرورقت عيناي، فتمثلت بهذه الأبيات:
اسْتَرْزِقِ اللّهَ خَيْراً وَارْضَيَنَّ بِه … فَبَيْنَمَا الْعُسْرُ إذْ دَارَتْ مَيَاسِيرُ
وَبَيْنَمَا المرءُ في الأَحْيَاءِ مُغْتَبِطٌ … إذْ صَارَ مَيْتاً تُعَفِّيه الأَعَاصِيرُ
يَبْكِي عَلَيْهِ غَرِيبٌ لَيْسَ يَعْرِفُهُ … وَذُو قَرَابَتِهِ في الْحَيّ مَسْرُورُ
قال: فقال لي رجل من القوم: تَدْرِي مَنْ قَائِلُ هَذِهِ الأبْيَاتِ؟ هُوَ وَاللّهِ الَّذِي دَفَنَّاهُ السَّاعَةَ.
وروى هذا من طريق آخر، وسماه عمير بن شبرمة، وزاد في آخره: (وأنت غريب ولا تعرفه تبكيه وابن عمه في هذه القرية قد خَلَفَ على أهلهِ، وأحْرَزَ مَالَه، وَسَكَنَ رباعَه.
أخرجه أبو موسى، وليس فيه ما يدل على أن له صحبة، إلا أنه قد كان قَبْل النبي ﷺ وبعده، وقد أسلم، فلعله أسلم على عهد رسول الله ﷺ، والله أعلم.
٣٤٩٧ - عُبَيْدُ بنُ صَخْرِ الأنصاريّ
(ب د ع) عُبَيْدُ بنُ صَخْرِ بنِ لَوْذَانَ الأنصاريّ.
كان ممن بعثه رسول الله ﷺ مع معاذ إلى اليمن.
وروى سيف بن عمر التميمي، عن سهل ابن يوسف بن سهل الأنصاري، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري أنه قال: أمر النبي ﷺ عُمَّالَ اليمن جميعاً فقال: (تعاهدوا القرآن بالتذكرة، وأتبعوا الموعظةَ الموعظةَ، فإنه أقوى للعاملين على العمل بما يحب الله تعالى،