وهو ماءٌ لهُذَيْلٍ بالحجاز استصرخوا عليهم هذيلاً وغدرُوا بهم فقاتلوهم، وكانوا: عاصم بن ثابت، ومَرْثَدَ ابن أبِي مَرْثَدَ، وخُبَيْب بن عَدي، وخالد بن البُكَيْر، وزيد بن الدَّثِنة، وعبد الله بن طَارِق. فقُتِل مَرْثدٌ وخالد وعاصم، واستسلم خُبَيْب وعبد الله وزيد، فأخِذُوا أسْرَى وساروا بهم إلى مكة، فلما كانوا بالظَّهْرَان انتزع عبد الله بن طارق يده من الحَبْل، وأخذ سيفه فتأخر القوم عنه، فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بالظَّهْران، وذكرهم حسَّان في شعره.
أخرجه الثلاثة.
٣٠٢٥ - عَبْدُ الله بنُ أبي طَلْحَة
(ب د ع) عَبْدُ الله بنُ أبي طَلْحَة زَيدِ بنِ سَهْل بن الأسْوَد بن حَرَام. تقدّم نسبه عند ذكر أبيه، وهو أنصاري من الخزرج، ثم من بني مالك بن النجار، يكنى أبا يحيى. وهو عبد الله بن أبِي طَلْحَة، وهو أخو أنَسِ بن مالك لأُمه، أمهما أم سُلَيم بنت مِلْحَان، وهو الذي جاء في الحديث ما أخبرنا به يحيى بن محمود قال: أخبرنا أبو علي قراءَة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أبو نعيم الأصْفَهَاني، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب الوَرَّاق، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السَّقَطِي، حدثنا يزيد بن هارون، عن ابن عَوْن، عن ابن سِيرِين، عن أنس بن مالك قال: كان ابنٌ لأبي طلحة يشتكى، فخرج في بعض حاجاته وقُبِضَ الصبيُّ، فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل الصبي؟ فقالت أم سُلَيْم: هو أسكن مما كان. وقربت إليه العَشَاء، فأكل ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت. وَارُوا الصبيَّ. وقال: فلما أصبح أبو طلحة أتى النبي ﷺ فأخبره، فقال: أعْرَسْتُم الليلة؟ قال: نَعَمْ. قال: بارك الله لكم. فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: أحْمِله حتى تأتيَ به رسولَ الله ﷺ. قال: فأتيت به رسول الله ﷺ، وأرسلت معي أُمُّ سُلَيْم تمراتٍ، فأخذها النبي ﷺ فمضغَها، وأخذ من فِيه وجَعَله في فِي الصبي، وحَنَّكَه رسول الله ﷺ، وسماه عبدَ الله.
وفي غيرِ هذا الحديثِ: فلما فرغ أبو طلحة قالت أم سليم: أرأيت أبا طلحة آلَ فلان، فإنهم استعاروا عاريّة من آل فلان، فلما طلبوا العارية أبَوْا أن يَرُدُّوها. قال أبو طلحة: ما ذلك