قال رسول الله ﷺ:(من سمع الأذان بالجمعة ثمّ لم يأتها، كان في التي بعدها أثقل، فإن سمعه ثانية، ثمّ لم يأتها كان في التي بعدها أثقل، وإن سمعه الثالثة ثمّ لم يأتها، كان في الرّابعة أثقل، فإن سمعه في الرّابعة ثمّ لم يأتها، طبع الله على قلبه).
رواه إبراهيم، عن محمد بن إسحاق مختصراً.
قلت: أما أبو نُعَيم وأبو عمر وابن الكلبي، فإنهم جعلوه من البكائين، وقال ابن ماكولا: إنه شهد الخندق والمشاهد إلا تبوكاً، وهو أحد البكائين. وجعله ابن منده وأبو موسى صغيراً في زمن النبي ﷺ والأول أصح، وقال العدوي مثل ابن ماكولا إلا أن ابن ماكولا قد اختَلَف كلامُه فيه، فقال في ترجمة الواقفي: هَرَمِيّ بن عبد الله ابن رفاعة بن نَجدَة بن مَجدعَة بن كعب الواقفي، شهد الخندق والمشاهد كلها إلا تبوكاً، وهو أحد البكائين الذين قال الله فيهم: ﴿تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ﴾، روى عنه عبيد الله بن الحصين الوائلي قال: وقيل فيه: هَرَمِيّ بن عُقْبة، وقد روى عن خزيمة بن ثابت. وقال في باب هَرَمِيّ: هو هَرَمِيّ بن عبد الله بن رفاعة بن نَجْدة بن مجدعة بن كعب الواقفي، شهد الخندق والمشاهد إلا تبوكاً، وهو أحد البكائين). ثمّ قال بعد هذا:(وهَرَمِي بن عبد الله حَدّث عن خزيمة ابن ثابت، روى عنه عبد الملك بن عمرو الخَطْمي، وعَمْرو بن شعيب، وقيل فيه: هَرِم:.
فجعل في الواقفي الذي شهد الخندق، وكان من البكائين هو الذي رَوَى عن خُزيمة، وجعل في هَرَمِيّ أن الذي روى عن خُزَيمة غير الواقفي الذي شهد الخندق وكان من البكائين، فلو نسب كلّ قول إلى إمام لَتَخَلَّص من عُهدتها، فإنهم يختلفون في مثل هذا، ولكنه لم ينسبْه إلى أحد، والله أعلم.
٥٣٥٩ - هُرَيم بن عَبْد الله
(ب) هُرَيم بن عَبْد الله بن عَلْقَمَةَ ابن المطلب بن عبد مناف القَرَشي المطلبي.
قتل يوم اليمامة شهيداً مع أخيه جُنَادة.
أخرجه أبو عمر مختصراً، هكذا ذكره أبو عمر بالراء، وذكره ابن ماكولا بالذال المعجمة، وقد تقدم ذكره، والله أعلم.