قلت: الصحيح أنه مات سنة سبع وثلاثين، وأنه لم يشهد صفين، فإنه كان مرضه قد طال به، فمنعه من شهودها. وأما الخباب الذي مات سنة تسع عشرة فهو مولى عتبة بن غَزْوَان؛ ذكره أبو عمر أيضاً، وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم أن خباب ابن الأرت مولى عتبة بن غزوان، وليس كذلك، إنما خَبَّاب مولى عتبة بن غزوان آخر يرد ذكره. وهما قد ذكرا في تسمية من شهد بدراً: خَبَّاب بن الأرت من حلفاء بني زهرة، ثم ذكروا في ترجمة خَبَّاب مولى عُتْبة من شهد بدراً، من بني نوفل بن عبد مناف من حلفائهم: عتبة بن غزوان، وخَبَّاب مولى عتبة. ثم قال أبو نعيم عن مولى عتبة: إنه لم يُعْقِب ولا تُعْرَفُ له رواية، فكفى بهذا دليلاً على أنهم اثنان، لأن ابن الأرت قد أعقب عدة أولاد؛ منهم: عبد الله، وقتلته الخوارج أيام علي ﵁، وله رواية عن النبي ﷺ، ثم إن بني زهرة غير بني نوفل. وقد ذكر إبن إسحاق وغيره من أصحاب السير من شهد بدراً، من بني زهرة، من حلفائهم: خباب بن الأرت، وذكروا أيضاً من حلفاء بني نوفل خباباً مولى عتبة بن غزوان، فظهر أن مولى عتبة غير خباب بن الأرت، وقال بعض العلماء: إن خبَّاب بن الأرت لم يكن قَيناً، وإنما القين خَبَّاب مولى عتبة بن غزوان، والله أعلم.
١٤٠٨ - خَبَّابُ أبو السائب
(د ع) خَبَّابُ أبو السائب. روى عنه السائب ابنه، يعد في أهل الحجاز، روى حديثه عبد الله بن السائب بن خَبَّاب، عن أبيه، عن جده، قال: رأيت رسول الله ﷺ يأكل قديداً متكئاً على سريره ويشرب من فَخَّارة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو عمر، فقال: خباب مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف. أدرك الجاهلية، واختلف في صحبته، وقد روى عن النبي ﷺ:(لا وضوء إلا من صوت أو ريح). روى عنه صالح بن حَيْوان.
وبنوه أصحاب المقصورة منهم: السائب بن خباب، أبو مسلم صاحب المقصورة، وإنما أفردت قول أبي عمر فربما ظن ظان أنه غير خباب أبي السائب، وهو هو، قال البخاري: