أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا حَبَّان بن واسع، عن أشياخ من قومه: أن رسول الله ﷺ عَدَّل الصفوف يوم بدر، وفي يده قِدْح يُعدّل به القوم، فمرّ بسواد بن غَزِيّة، حليف بني عَدِيّ بن النجار، وهو مُسْتَنْتل من الصف، فطعنه رسول الله بالقدح في بطنه، وقال: استَو يا سواد، فقال: يا رسول الله، أوجَعْتني، وقد بعثك الله بالحق، فأقِدْني. فكشف رسول الله ﷺ عن بطنه، وقال: استَقْد. فاعتنقه، وقبّل بطنه، وقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ فقال: يا رسول الله، حَضرَ ما ترى، ولم آمن القتل، فإني أُحبّ أن أكون آخر العهد بك أنْ يمس جلدي جلدَك، فدعا له رسول الله ﷺ بخير.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: وقد رُوِيت هذه القصة لسواد بن عمرو، لا لسواد بن غَزيّة.
٢٣٣٤ - سَوَاد بن قَارِب
(ب د ع) سَوَاد بن قَارِب الأزْدِيّ الدَّوْسِيّ. قاله ابن الكلبي، وسعيد بن جُبَير، وقال ابن أبي خيثمة: هو سدوسي من بني سدوس. وكان كاهناً في الجاهلية، له صحبة، وكان شاعراً.
روى أبو جعفر محمد بن علي، قال: دخل سوادُ بن قارب السدوسي على عُمَرَ بن الخطاب، فقال له: يا سواد، هل تحْسنُ اليوم من كهانتك شيئاً؟ قال: سبحان الله والله ما استقبلتَ أحداً من جُلَسائي بمثل الذي استقبلتني به. فقال: سبحان الله يا سواد ما كنا عليه من شركنا أعظمَ مما كنت عليه من كهانتك، والله، يا سواد، قد بلغني عنك حديث، إنه يُعْجِب، فحدِّثْنيه. قال: كنت كاهناً في الجاهلية، فبينا أنا ذات ليلة نائم إذ أتاني رَئِيى، فضربني برجله، وقال لي: يا سواد، اسمع ما أقول لك، قلت: هات، فقال:
عَجبت للجن وأنجاسها … ورحلها العِيسَ بأحْلَاسِها
تَهْوِي إلى مكة تبغِي الهُدَى … ما مؤمنوها مثل أرجاسها
فارحلْ إلى الصفوة من هاشم … واسْمُ بعينيك إلى راسها