للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما عليهم، وأنت أخوهم)، فقال: خطبتُ إلى عامّة من بحضرتك، ومن ليس عندك، فردَّني لسوادي ودمامة وجهي، وإني لفي حسب من قومي بني سليم، قال: (فاذهب إلى عمر)، أو قال: (عَمْرو بن وهب)، وكان رجلاً من ثقيف، قريب العهد بالإسلام، وكان فيه صعوبة، فاقرع الباب، وسلِّم، فإذا دخلت عليهم فقل: (زَوَّجَني نبي الله فتاتكم)، وكان له ابنة عاتق، ولها جمال وعقل، ففعل ما أمره، فلما فتحوا له الباب قال: إن رسول الله زوجني فتاتكم، فردوا عليه رداً قبيحاً، وخرج الرجل، وخرجت الجارية من خِدْرها فقالت: يا عبد الله، ارجع، فإن يكن نبي الله زَوَّجَنِيك فقد رضيت لنفسي ما رضي الله ورسوله، وقالت الفتاة لأبيها: النجاءَ النجاءَ قبل أن يفضحك الوحي، فخرج الشيخ حتى أتى النبي فقال: أنت الذي رَدَدْت عليّ رسولي ما رددت، قال: قد فعلت ذاك، واستغفر الله، وظنَنَّا أنه كاذب، وقد زوجناها إياه، فقال رسول الله : (اذهب إلى صاحبتك فادخل بها)، فبينا هو في السوق يشتري لزوجته ما يُجَهِّزها به، إذ سَمِع منادِياً يُنَادي: يا خيل الله اركبي، وبالجنة أبشري، فاشترى سيفاً ورمحاً وفرساً وركب مُعْتجراً بعمامته إلى المهاجرين، فلم يعرفوه، فرآه رسول الله فلم يعرفه، فقاتل فارساً حتى قام به فرسه، فقاتل راجلاً وحسر ذراعيه، فلما رأى رسول الله سوادَها عرفه، فقال: (سعد؟) قال: سعد. فلم يزل يقاتل حتى قالوا صُرِع سعد. فأتاه رسول الله فوضع رأسه في حجره، وأرسل سلاحه وفرسه إلى زوجته، وقال: قولوا لهم: (قد زَوَّجه الله خيراً من فتاتكم، وهذا ميراثه). وما أشبه هذه القصة بقصة جُلَيْبِيب، وقد تقدمت.

أخرجه أبو موسى.

١٩٦٦ - سَعْد بن الأطْول

(س) سَعْد بن الأطْول الجُهَنِيّ. وهو سعد بن الأطول بن عبد الله بن خالد بن وَاهِب بن غياث بن عبد الله بن سَعْية بن عَدِيّ بن عوف بن غَطَفان بن قَيْس بن جُهَينة، كذا نسبه خليفة بن خَيّاط، يكنى أبا مطر، سكن البصرة، روى عنه أبو نَضْرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>