حديث أوفى بن موله أنه قال:(أتيت رسول الله ﷺ فأقطعني الغميم، وشرط عَلَيّ: وابن السبيل أول ريان، وأقطع ساعدة رجلاً منّا بئراً بالفلاة يقال لها: الجعونية، وأقطع إياس بن قتادة العنبري الجانبة، وهي دون اليمامة، وكنّا أتيناه جميعاً وكتب رجل منّا بذلك في أديم).
قال أبو موسى: وقع هذا النسب في مواضع مختلفة النسخ، ففي بعضها العنبري وفي بعضها الغبري، وفي بعضها: العَنَزِيّ ولا أتحققه، وكذلك أسامي المواضع المذكورة. أخرجه أبو موسى.
قلت: الصحيح أنه عنبري من بني العنبر، ويقوي هذا أن ابن أبي أوفى بن موله تميمي عنبري وساعدة عنبري أيضاً، وكلهم من بني العنبر، على عادتهم في الوفادة، يفد من كل قبيلة جماعة، فلا مدخل لرجل من غُبَر وهو بطن من يشكر، ويشكر من ربيعة، وكذلك العنزي، إن فتحت النون أو سكنتها، فهو قبيلة من ربيعة أيضاً، والصحيح أنه عنبري.
٣٤٦ - إيَاسُ بن مَالك
(د ع) إيَاسُ بن مَالك بن أوْس بن عَبْد الله بن حَجَر الأسْلَمِيّ.
قال ابن منده: أخرجه محمد بن إسحاق السراج في الصحابة، وهو تابعي ولجده أوس صحبة، وروى عن محمد بن إسحاق، هو السراج، عن محمد بن عبادة بن موسى العكلي، عن أخيه موسى بن عباد، عن عبد الله بن يسار، عن إياس بن مالك بن أوس الأسلمي قال:
(لما هاجر رسول الله ﷺ وأبو بكر مروا بإبل لنا بالجحفة) وذكر الحديث.
ورواه صخر بن مالك بن إياس بن مالك بن أوس بن عبد الله بن حجر، عن أبيه مالك، عن أبيه إياس عن أبيه مالك عن أبيه أوس بن حجر مر به النبي ﷺ وذكر الحديث، وقد تقدّم في أوس ابن عبد الله بن حجر.
قال أبو نعيم في هذا: إياس ذكره بعض الواهمين في الصحابة، وهو تابعي، ولجده أوس صحبة، وروى حديث السراج في تاريخه عن محمد العكلي عن أخيه موسى، عن عبد الله بن يسار، عن إياس بن مالك بن الأوس عن أبيه قال: لما هاجر رسول الله ﷺ الحديث.
قال أبو نعيم: نسب الواهم خطأه إلى السراج، والسراج منه بريء؛ لأنه رواه على ما ذكرناه عن إياس بن مالك عن أبيه مالك مجوداً، وذكر أبو نعيم حديث صخر بن مالك المذكور أولاً مستدلاً به على أن الصحبة لأوس:
قلت: قد ذكر ابن منده الحديث أيضاً، وقال: هو تابعي، فلم يبق عليه اعتراض إلاّ أنه