وأخباره في جوده وحلمه وكرمه كثير لا تُحْصَى، وتوفي سنة ثمانين، عام الجُحَافِ بالمدينة، وأمير المدينة أبَان بن عثمان لعبد الملِك ابن مَرْوان، فحضر غُسْلَ عبد الله وكَفّنه، والولائد خلف سريره قد شَقَقْنَ الجيوب، الناس يزدحمون على سريره، وأبان بن عثمان قد حمل السرير بين العمودين، فما فارقه حتى وضعه بالبقيع، وإن دُمُوعَه لتسيل على خديه، وهو يقول: كنتَ والله خيراً لا شرًّ فيك، وكنت والله شريفاً واصلاً بَرًّا.
وإنما سمي عام الجُحَاف لانها جاءَ سيل عظيم ببطن مكة جَحَف الحاجَّ وذهب بالإبلِ عليها أحمالُها، وصلَّى عليه أبانُ بن عثمان. ورُئي على قبره مكتوب:
تَزِيدُ بِلى في كُلِّ يَوْمٍ وليلة … وتُنْسَى كما تَبْلَى وأنتَ حَبِيبُ
وقيل: توفي سنة أربع أو خمس وثمانين، والأولُ أكثر، قال المدائني كان عمره تسعين سنة، وقيل: إحدى، وقيل: اثنان وتسعون سنة.
أخرجه الثلاثة.
٢٨٦٣ - عَبْدُ الله أبو جَمْرَة اليَرْبُوعِي
عَبْدُ الله أبو جَمْرَة اليَرْبُوعِي. رَوَتْ عنه ابنتهُ جَمْرة ولها أيضاً صحبة قالت: ذهب بي أبي إلى رسول الله ﷺ فقال: ادعُ لبنتي هذه بالبركة. قالت: فأجلسني في حجره ثم وضع يده على رأسي.
٢٨٦٤ - عَبْدُ الله بنُ أبي الجَهْم
(ب س) عَبْدُ الله بنُ أبي الجَهْم بن حُذَيْفة بن غَانِم بن عَامِر بن عبد الله بن عَبِيد بن عَوِيج بن عَدِيّ القُرَشي العَدَوي، وهو أخو عُبَيد الله بن عُمَرَ بن الخطاب لأُمه. أسلم يوم فتح مكة، وخرج إلى الشام غازياً، وقتل بأجْنَادِين شهيداً.