وذكر الأَرض وما فيها، فأَسلم ورجع إِلى قومه، فقال: يا بني سُلَيم، قد سمعت ترجمة الروم وفارس، وأَشعار العرب والكهان، ومقاول حِمْيَر، وما كلام محمد يشبه شيئاً من كلامهم، فأَطيعوني في محمّد فإِنَّكم أَخواله، فإِن ظفر تنتفعوا به وتسعدوا، وإِن تكن الأُخرى لم تقدم العرب عليكم.
فقيل: الذي سأَل رسولَ الله ﷺ هو: قيس ابن نُشْبَةَ، عمُّ العبّاس بن مِرْدَاس. وقيل: الذي سأَله الأَصم بن عباس الرعلي، والثبت قيس بن نشبة.
وحديثه في الكوفيين والبصريين. روى عنه إِياد بن لَقِيط، وزيد بن علي أَبو القَمُوص، روى له هذا الحديث أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وروى له ابن منده حديث أَبي القموص قال: حدَّثني أَحد الوفد الذين قَدِمُوا على رسول الله ﷺ من عبد القيس، وهو قيس بن النعمان، أَنهم أَهدَوا رسول الله ﷺ شيئاً من تَمْر، فقال: إِنه قرأَ القرآن على عهد رسول الله ﷺ، وأَحصاه على عهد عمر.
روى عند إِياد بن لَقِيط أَنه قال: لما انطلق النبيّ ﷺ وأَبو بكر إِلى الغار يريدان الهجرة، مَرَّا بعبد يرعى غنماً فَاستَسْقَيَاه لبناً. فقال: ما عندي شاة تُحلَب. فأَخذ شاة فمسح ضَرْعها، واحتلب أَبو بكر، فَشَرِبُوا، فقال: من أَنت؟ فقال:(أَنا محمّد رسول الله). فأَسلم.