وفي قصته عجب عند أهل العلم، روى عن النبي ﷺ: النهي عن القتل، ثم يقتل مثل عمار نسأل الله السلامة.
روى ابن أبي الدنيا، عن محمد بن أبي معشر، عن أبيه قال: بينا الحجاج جالساً، إذ أقبل رجل مقارب الخطو. فلما رآه الحجاج قال: مرحباً بأبي غادية. وأجلسه على سريره، وقال: أنت قتلت ابن سُمَيَّة؟ قال: نعم. قال: كيف صنعت؟ قال: صنعت كذا حتى قتلته. فقال الحجاج لأهل الشام: من سره أن ينظر إلى رجل عظيم الباع يوم القيامة، فلينظر إلى هذا. ثم سَارّه أبو غادية يسأله شيئاً، فأبى عليه. فقال أبو غادية: نوطئُ لهم الدنيا ثم نسألهم فلا يعطوننا، ويزعم أني عظيم الباع يوم القيامة أجل والله إن من ضربته مثل أُحد، وفخذه مثل وَرقان، ومجلسه مثل ما بين المدينة والرّبذة، لعظم الباع يوم القيامة. والله لو أن عماراً قتله أهلُ الأرض لدخلوا النار.
وقيل: إن الذي قتل عماراً غيره. وهذا أشهر.
أخرجه الثلاثة.
٦١٤١ - أَبُو الغَادِيَةِ المُزَنِي
(ع س) أَبُو الغَادِيَةِ المُزَنِي. قيل: هو غير الأوّل.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله بنُ أحمد، أخبرنا عبد الملك بن الحسن، أخبرنا أحمد بن عوف، أخبرنا الصلت بن مسعود، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال: سمعت العاص بن عمر الطفاوي قال: خرج أبو الغادية، وحبيب ابن الحارث، وأُم أبي الغادية مهاجرين إلى رسول الله ﷺ فأسلموا، فقالت المرأة: يا رسول الله، أوصني، فقال:(إياك وما يسوء الأُذن).
وأخبرنا أبو موسى، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر بن رِبْذَةَ، أخبرنا أبو القاسم سليمان ابن أحمد، أخبرنا أبو زُرْعةَ الدمشقي، وأبو عبد الملك القرشي، وجعفر الفرْيابي قالوا: حدثنا محمد بن عائذ، أخبرنا الهيثم بن حميد، أخبرنا حفص بن غيلان أبو معبد، عن حماد بن حجر، عن أبي الغادية المزني أن رسول الله ﷺ قال: (ستكون بعدي فتن شداد،