وكان أبو سفيان صديق العباس، وأسلم ليلة الفتح وقد ذكرنا إسلامه في اسمه وشهد حنيناً وأعطاه رسول الله ﷺ من غنائمها مائة بعير وأربعين أُوقية وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية، كل واحد مثله. وشهد الطائف مع رسول الله ﷺ، فَفَقِئت عينه يومئذ، وفَقِئت الأُخرى يوم اليرموك. وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل، ويقول:(يا نصر الله، اقترب) وكان يقف على الكراديس يَقص ويقول: الله الله، إنكم ذَادة العرب، وأنصار الإسلام، وإنهم ذَادة الروم وأنصار المشركين. اللهم، هذا يوم من أيامك، اللهم، أنزل نصرك على عبادك.
وروى أنه لما أسلم ورأى المسلمين وكثرتهم قال للعباس: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً. قال: إنها النبوة قال: فنعم، إذا.
وروى ابن الزبير أنه رأى أبا سفيان يوم اليرموك وكان يقول: إذا ظهرت الروم: إيه بني الأصفر وإذا كشفهم المسلمون يقول:
ونقل عنه من هذا الجنس أشياء كثيرة لا تثبت؛ لأنه فقئت عينه يوم اليرموك، ولو لم يكن قريباً من العدوّ ويقاتل لما فقئت عينه.
وكان من المؤلفة، وحسن إسلامه، وتوفى في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. وقيل: ثلاث وثلاثين. وقيل: إحدى وثلاثين وقيل: أربع وثلاثين. وصلى عليه عثمان. وقيل: صلى عليه ابنه معاوية، وكان عمره ثمانياً وثمانين سنة. وقيل: ثلاث وتسعون سنة. وقيل غير ذلك.
أخرجه أبو عمر، وأبو نَعيم، وأبو موسى.
٥٩٦٢ - أَبو سُفْيَانَ، والدُ عبد الله
(ب) أَبو سُفْيَانَ، والدُ عبد الله بن أبي سفيان.
حديثه عن النبي ﷺ:(عُمرة في رمضان تعدل حَجة). إسناده مدني.