جَهْد أصابهم، فأتى مُحَيَّصة فأخبر أن عبد الله بن سهل قد قُتِل وطرح في فقير بئر أو عين فأتى يهودَ وقال: أنتم والله قتلتموه … وذكر الحديث، فليس لسهل بن حنيف فيه ذكر، والله أعلم. ورواه مالك أيضاً عن يحيى بن سعيد، عن بُشَيْر بن يَسَار.
(ب د ع) عَبْدُ الله بنُ سُهَيل بن عَمْرو العامري، من بني عامر بن لُؤَيّ. وتقدم نسبه عند أبيه، وأُمه وأُم أخيه أبي جَنْدَل فَاخِتَة بنت عامر بن نَوْفَل بن عبد مَناف، وأخوهما لأُمهما: أبو إهاب بن عَزِيز بن قيس بن سُوَيْد من بني تميم.
قال ابن مَنْدَه: له صحبة، ذكر في المغازي، ولا يعرف له رواية. ورواه عن ابن إسحاق.
وقال أبو عمر: يكنى أبا سُهَيل، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية في قول ابن إسحاق والواقدي، ثم رجع إلى مكة، فأخذه أبوه فأوثقه عنده، وفتنه في دينه، فأظهر العود عن الإسلام وقلبه مطمئن به، (يعني بالإسلام)، ثم خرج مع أبيه إلى بدر وكان يكتم أباه إسلامه فلما نزل رسول الله ﷺ بدراً، فرَّ إلى رسول الله ﷺ من أبيه. وشهد بدراً مع رسول الله ﷺ والمشاهد كلها، وكان من فضلاء الصحابة، وهو أحد الشهود في صلح الحديبية، وهو أسن من أخيه أبي جندل.
وهو الذي أخذ الأمان لأبيه يوم الفتح؛ أتى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ﷺ، أبي تُؤَمِّنه؟ قال:(هو آمِنٌ بأمان الله، فليظهر). ثم قال رسول الله ﷺ لمن حوله:(مَنْ رأى سهيلَ بن عَمْرو فلا يَشُدُّ إليه النَّظَرَ. فَلَعَمْرِي إن سهيلاً له عقل وشرف، وما مثل سهيل جَهِل الإسلام). خرح عبدُ الله إلى أبيه فأخبره مقالة رسول الله ﷺ، فقال سُهَيْل: كان والله بَرًّا كبيراً وصغيراً.