قال العَدَوِي: شهد أُحُداً والمشاهدَ مع رسول الله ﷺ، واستُشْهِد يوم القادِسية. ولأبيه عائذ صحبة، وأظن هذا غير الذي قبله، لأن الأول له إدراك فيكون طفلاً، وهذا شهد أُحداً فيكون كبيراً، ومن يكون له إدراك للنبي ﷺ وهو طفل، فلا يكون في القادسية كبيراً حتى يقاتل ويقتل، لأن القادسية كانت سنة خمس عشرة.
٣٣٣٥ - عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَائِش الحَضْرَمِي
(ب د ع) عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَائِش الحَضْرَمِي. يُعَدُّ في أهل الشام، مُخْتَلَفٌ في صحبته وفي إسناد حديثه.
روى عنه خالد بن اللَّجْلَاج وأبو سَلاَّم الحَبَشِي، ولا تصح صحبته؛ لأن حديثه مضطرب.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المُؤَدِّب بإسناده عن المُعَافَى بن عمران، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن زيد: أنه سمع خالد بن اللَّجلاج يحدث مكحولاً عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي: أن النبي ﷺ قال: (رأيت ربي في أحسن صورة) فذكر أشياءَ، فكان فيما ذكر قال:(اللهم أسألك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب عَلَيَّ، وإذا أردت فتنة في قَوْمٍ فَتَوَفَّني غَيرَ مَفْتُون).
ورواه الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن خالد؛ عن عبد الرحمن بن عائش قال: سمعت النبي ﷺ، ولم يقل فيه:(سمعت النبي ﷺ) غيرُ الوليد.
ورواه صَدَقة بن خالد، عن ابن جابر، عن خالد، عن عبد الرحمن، عن النبي ﷺ ولم يقل:(سمعت).
وقد رواه ابن جابر أيضاً، عن أبي سَلاَّم، عن عبد الرحمن، عن النبي ﷺ.
ورواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلاَّم، عن عبد الرحمن بن عائش، عن مالك بن يَخَامِر، عن مُعاذ بن جَبَل.
وهذا هو الصحيح عندهم، قاله البخاري وغيره. وقال فيه أبو قلابة، عن خالد بن اللَّجْلَاج عن ابن عَبّاس، فغلط.