ومحكِّم اليمامة، وجعل يسير بالراية يتقدم بها حتى قُتِل، ولما أخذ الراية سالم قال المسلمون: يا سالم، إنا نخاف أن نُؤْتى من قِبَلِكَ، فقال: بئس حامل القرآن أنا إن أتِيتم من قِبَلي.
وزيد بن الخطاب هو الذي قتل الرَّجَّال بن عُنْفُوة، واسمه نهار، وكان قد أسلم وهاجر وقرأ القرآن، ثم سار إلى مسيلمة مُرْتداً، وأخبر بني حنيفة أنه سمع النبي ﷺ يقول: إن مسيلمة شرِك معه في الرسالة فكان أعظم فِتْنةً على بني حنيفة، وكان أبو مريم الحنفيّ هو الذي قتل زيد بن الخطاب يوم اليمامة، وقال لعمر لما أسلم: يا أمير المؤْمنين، إن الله أكرم زيداً بيدي، ولم يُهنّي بيده، وقيل: قتله سلمة بن صبيح، ابن عم أبي مريم؛ قال أبو عمر: النفس أمْيل إلى هذا، ولو كان أبو مريم قتل زيداً لما استقضاه عمر.
ولما قُتِل زيد قال عمر: رحم الله زيداً، سبقني أخي إلى الحسنيين، أسلم قبلي واستُشْهد قبلي، وقال عمر لِمُتمِّم بن نُوَيْرة، حين أنشده مَراثِيَه في أخيه مالك: لو كنتُ أحْسِنُ الشعرَ لقلتُ في أخِي مثل ما قلت في أخيك، قال متمم: لو أن أخي ذهب على ما ذهب عليه أخوك ما حزِنت عليه، فقال عمر: ما عزَّاني أحد بأحسن ما عزيتني به.
أخرجه الثلاثة.
١٨٣٥ - زَيْد بن الدَّثِنَة
(ب د ع) زَيْد بن الدَّثِنَة بن مُعَاوِيَةَ ابن عُبَيْد بن عَامِر بن بَيَاضَة بن عامر بن زُرَيق بن عبد حارثة بن مالك بن غضْب بن جُشَم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي البياضي، شهد بدراً وأحداً، وأرسله النبي في سرية عاصم بن ثابت، وخُبَيْب بن عَدِيّ.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن إبن إسحاق قال: حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة أن نفراً من عضَل والقارَة قدموا على رسول الله ﷺ بعد أحُدٍ، فقالوا: إن فينا إسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك، يُفقِّهوننا في الدين، ويُقْرئوننا القرآن، فبعث رسول الله ﷺ معهم خُبيْبَ بن عدِيّ وزيد بن الدَّثِنة، وذكر نفراً، فخرجوا، حتى إذا كانوا بالرجيع فوق الهَدَّأة، فأتتهم هُذيل فقاتلوهم، وذكر الحديث، قال: فأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، فأمر مولى له، يقال له نسطاس، فخرج به إلى التنعيم، فضرب عنقه،