أخبرنا منصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي، وحدثنا أبو علي أحمد بن إبراهيم الموصلي، أخبرنا فرج بن فضالة، عن عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه، عن جده، قال: قتل يوم قريظة رجل من الأنصار يدعى خلاداً، فقيل لأمه: يا أم خلاد، قتل خلاد. فجاءت وهي مُتَنَقِّبَة تسأل عنه، فقيل لها: قتل خلاد وتجيئينا مُتَنَقِّبَة فقالت: إن قتل خلاد فلن أرْزأ حيائي. فذكر ذلك للنبي ﷺ فقال:(إن له أجر شهيدين)، قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال:(لأن أهل الكتاب قتلوه).
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
١٤٦٨ - خَلاَّدُ بن رَافِع
(ب د ع) خَلاَّدُ بن رَافِع بن مَالِك ابن العَجْلان بن عَمرو بن عامر بن زُرَيق بن عامر ابن زريق بن عَبْدِ حَارثة بن مالك بن غَضْب بن جُشَم بن الخزرج، الأنصاري الخزرجي ثم الزرقي، وهو أخو رفاعة بن رافع شهد بدراً، يكنى أبا يحيى.
روى رفاعة بن يحيى، عن معاذ بن رفاعة، عن أبيه، قال:(خرجت أنا وأخي خلاد مع رسول الله ﷺ إلى بدر على بعير أعجف، حتى إذا كنا بموضع البريد الذي خلف الروحاء برك بنا بعيرنا، فقلت: اللهم لك علينا لئن أتينا المدينة لننحَرَنَّه، فبينا نحن كذلك إذ مر بنا رسول الله ﷺ فقال: (مالكما؟) فأخبرناه، فنزل رسول الله ﷺ فتوضأ ثم بَزَق في وَضوئه، ثم أمرنا ففتحنا له فم البعير، فصب في جوف البكر من وَضُوئه، ثم صب على رأس البكر، ثم على عنقه، ثم على حَارِكه ثم على سنامه، ثم على عجزه، ثم على ذنبه، ثم قال:(اللهم احمل رافعاً وخلاداً) فمضى رسول الله، وقمنا نرتحل فارتحلنا فأدركنا النبي ﷺ على رأس المَنْصَف. وبكرنا أول الركب، فلما رآنا رسول الله ﷺ ضحك، فمضينا حتى أتينا بدراً، حتى إذا كنا قريباً من وادي بدر برك علينا، فقلنا: الحمد لله. فنحرناه، وتصدقنا بلحمه.
أخرجه الثلاثة، وقد ذكره ابن الكلبي فقال: قتل خلاد يوم بدر، ولم يقل هذا غيره، وهو شبيه بما ذكرناه، وقال أبو عمر: يقولون إن له رواية. وهذا يدل على أنه عاش بعد النبي ﷺ.