عنكم، وإن الملائكة قد جاورتكم في بلدكم هذا، الذي نزل فيه رسول الله ﷺ، فاللّه اللّهَ في هذا الرجل، أن تقتلوه، فَوَاللّهِ لئن قتلتموه لتطرُدُنّ جيرانكم الملائكة، وَلَيُسَلَّنَّ سيفُ اللّهِ المغمود عنكم فلا يُغْمَد إلى يوم القيامة. قالوا: اقتلوا اليهوديّ، واقتلوا عثمان.
قال: وأخبرنا الترمذي: حدثنا قُتَيْبَة، حدثنا اللَّيْثُ، عن مُعَاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَوْلاني، عن يزيد بن عَمِيرة قال: لما حضر معاذَ بنَ جبلٍ الموتُ قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا. فقال: أجلسوني، قال: إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عُوَيْمر أبي الدَّرْدَاءِ، وعند سَلْمَان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سَلَام الذي كان يهودياً فأسلم؛ فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول:(إنه عاشر عشرة في الجنة).
روى زرارة بن أَوْفى، عن عبد الله بن سَلَام قال: لما قَدم رسول الله ﷺ المدينة خرجت أنظرُ فيمن ينظُر، فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، وكان أول ما سمعته يقول:(أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام. وصَلّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).
توفي عبد الله بن سلام سنة ثلاث وأربعين، قاله أبو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.
٢٩٨٥ - عَبْدُ الله بنُ سَلَامَةَ
(ب) عَبْدُ الله بنُ سَلَامَةَ بن عُمَيْر، وهو عبد الله بن أبي حَدْرد الأسْلَمِي.